العلاقات الاقتصادية الأردنية السورية.. زخم جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العلاقات الأردنية السورية زخماً ملحوظاً على المستوى الاقتصادي، فاللقاءات مستمرة على أعلى المستويات في سبيل إنعاش الاقتصاد وبما يعود بالفائدة على كلا البلدين، ففي دمشق يعقد حالياً منتدى اقتصادي أردني سوري تحت شعار «تشاركية لا تنافسية».

حيث سيتضمن مناقشة آفاق التعاون المشترك على مدار أيام في المجالات الاقتصادية والنقل والشحن واللوجستيات، والتعاون الصناعي والزراعي والغذائي بين البلدين، كما يتضمن المنتدى معرضاً للشركات الأردنية، للتعريف بفرص عملها في السوق السورية.

لقاءات

وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها عمان ودمشق التقارب الاقتصادي عقب الحرب في سوريا، فقد شهدت العاصمة عمان في 2021 لقاءات وزراء سوريين وأردنيين في العاصمة عمان لبحث ملفات اقتصادية بين البلدين.

فيما يؤكد محللون أردنيون أن الأردن يؤكد دوماً أهمية الانفتاح على سوريا، ويبذل جهوداً لحل الأزمة السورية، وأن هذا المنتدى يشكل فرصة جيدة تجمع الاقتصاديين، والتشاور يعد مصلحة اقتصادية وأيضاً مصلحة سياسية متسقة مع توجه الأردن إلى عودة سوريا للحضن العربي.

وبين رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النائب خير أبو صعيليك، بأن الأردن يأمل عودة العلاقات الأردنية السورية على المستوى الاقتصادي بشكل كامل، فسوريا تعد بوابة مهمة للاقتصاد، وأن الاستقرار وإيجاد مقاربة سياسية داخلية ستؤدي إلى تعزيز العلاقات وفتح القنوات بشكل أكبر، فالبلدين يربطهما العديد من الملفات كالطاقة والمياه والزراعة والنقل وغيرها.

ورغم قانون «قيصر»، فإنه خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي 2021، بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى سوريا 95 مليون دولار، مسجلة نمواً بنسبة 84 % مقارنة بـ2020 الذي بلغ فيه حجم الصادرات الكلية 51 مليون دولار، بحسب غرفة صناعة الأردن، بينما سجل حجم الواردات من سوريا خلال الفترة ذاتها 56 مليون دولار، محققاً نمواً بنسبة 68%.

شريان حيوي

وأشار الباحث والخبير الاقتصادي د. محمد البشير، إلى أن تعزيز التجارة بين الطرفين يعد مصلحة عليا للبلدين، فالتبادل التجاري هائل ويشكل شرياناً حيوياً للاقتصاد، وهنالك حاجة متبادلة لهذا التعاون، علاوة على أن هذه اللقاءات تصب في صالح قنوات الحوار السياسي، فالأردن موقفه واضح من الأزمة السورية ودوماً هناك تأكيدات على أهمية البحث عن الحل السياسي بما يضمن البدء في عملية إعادة أعمار سوريا وإعادة إنعاش القطاعات فيها، وهناك آمال بأن يكون الأردن جزءاً من عملية البناء.

وقال البشير إن الملفات المشتركة بيننا وبين الجارة سوريا، عديدة لا يمكن حصرها بعدد معين، وجميعها مهمة، ومن هنا تأتي أهمية الشراكات الاقتصادية فهي إطار لتمتين هذه العلاقات المستمرة، فإغلاق الحدود الذي نتج بسبب الأزمة أدى إلى تضرر اقتصاد الأردن، ووفقاً للإحصائيات فإن الميزان التجاري بين البلدين في عام 2010 كان يقدر نحو 615 مليون دولار.

Email