لبنان وإسرائيل.. تشبّث بالوساطة الأمريكية لإنهاء «ترسيم الحدود»

آمال بطي ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل أ.ف.ب
بعدما وضعت إسرائيل مفاوضات الترسيم الحدودي البحري على صفيح ساخن مشحون بأجوائها الانتخابية المحمومة، من خلال تواصل التسريبات عن رفض تل أبيب التعديلات اللبنانية على مسودة اتفاقية الترسيم، ولو أن الجديد الذي سجل في هذا السياق تمثل في التلويح المتجدد بإجراء تجارب في حقل «كاريش» في الأيام المقبلة، فإن الكثير من علامات الاستفهام بدأت تشوب هذا الملف، بعد تراجع منسوب التفاؤل حيال قرب توقيع اتفاق بين الجانبين.
صورة متأرجحة
وفيما لا تزال الصورة في إسرائيل متأرجحة حيال هذا الملف، بين التصعيد وتصويره وكأنه بات مترنحاً وآيلاً للسقوط، وبين الحديث من جهة ثانية عن أن رفض الملاحظات اللبنانية لا يعني رفض الاتفاق، انشغل الداخل اللبناني بمضامين البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية.
والذي أبدت من خلاله اعتقادها بأن التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل «لا يزال ممكناً»، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيد مصادر معنية لـ«البيان»، من كون واشنطن عازمة ومصممة على إنجاز هذا الملف. أما المفارقة الأكثر إثارة للاهتمام، والتي تشكلت في الساعات الأخيرة، فتمثلت في عدم سقوط رهان كل من لبنان وإسرائيل على الوساطة الأمريكية، لمنع انهيار اتفاق الترسيم للحدود البحرية، ولو أن الحيز الأكبر من المعطيات المتصلة بهذا الملف تشير إلى تعاظم خطر انهيار هذا الاتفاق.
إجماع داخلي
وفي سياق متقاطع، فإن ثمة إجماعاً داخلياً على أن ملف الترسيم لم يُقفل ولم ينتهِ، بل يحتاج إلى مزيد من المشاورات لإنجاز بعض التفاصيل التقنية الدقيقة، بالتشاور مع الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين الذي وضع نصّ الاتفاق.
ذلك أن إنجاز اتفاق الترسيم قد يتأخر بعض الوقت، لكن أحداً ليس لديه مصلحة في تطييره، خصوصاً وأن هناك رغبة أمريكية حثيثة لإبرام هذا الاتفاق، لما يحققه من استقرار في المنطقة، وفق تأكيد مصادر مواكبة لمستجدات هذا الملف، مع إشارتها لـ «البيان» إلى أن لبنان الرسمي بصدد تدارس الرد الإسرائيلي بتمعن.
فإذا كان يمسّ جوهر الاتفاق الوارد في العرض الأمريكي، فإنّ ذلك سيستدعي عقد اجتماع على مستوى الرؤساء الثلاثة لتحديد الموقف، أما إذا كان الأمر متصلاً بتفاصيل تقنية معينة فسيصار إلى إحالتها إلى اللجنة التقنية لدراستها وإعداد التقرير اللازم بشأنها.
انتظار النتيجة
إلى ذلك، وغداة رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية على اتفاق الترسيم، أعلن الرئيس ميشال عون أن لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأمريكي مع الإسرائيليين، لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، فيما أفيد بأن هوكشتاين وضع نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب، المكلف من قبل عون بإدارة هذا الملف، في أجواء الملاحظات الإسرائيلية الخطية على اقتراحه، بما يعني، وفق القراءات المتعددة، أن التفاوض «مستمر»، وقد انتقل من مرحلة المفاوضات السياسية إلى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية. وعليه، ارتفع منسوب الكلام عن أن كرة الترسيم باتت في الملعب الانتخابي الإسرائيلي.