تقارير البيان

آثار الحرب تنهك التعليم في دير الزور السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عقد من الصراع في سوريا، والدمار الذي حل في البلاد بنسبة 70 % وفق إحصاءات رسمية للأمم المتحدة، تعاني المدارس في سوريا عموماً من نقص في البنية التحتية، فضلاً عن تدني مستوى التعليم والتجهيزات المدرسية، وهي مشكلة تواجه المجتمعات السورية في بداية كل عام.

دير الزور (شرق الفرات)، إحدى المناطق التي ما زالت تعاني من تدني مستوى الخدمات في قطاع التعليم، إذ إن العديد من المباني ما زالت غير مؤهلة لتكون مدارس آمنة، خصوصاً في ظل مجيء فصل الشتاء، بينما النظام المدرسي لا يزال غير واضح بين المنهاج الذي تقدمه الإدارة الذاتية والمناهج التعليمية المقدمة من الحكومة السورية، إلا أن ثمة تحديات أخرى، فبينما يتوجه الأطفال في المرحلة الابتدائية إلى المدارس في هذا الشهر، ما زال الكثير من المدارس في دير الزور خارج الخدمة، على الرغم من المحاولات الأهلية لإصلاح المدارس وإعادة صيانتها بما يخدم مصلحة التعليم، إذ عانت هذه المنطقة طوال السنوات الماضية من غياب التعليم، ليظهر جيل بلا تعليم في العديد من مناطق دير الزور.

في بلدة الشعفة والسوسة وغرانيج وغيرها من البلدات الكبيرة، تفتقد المدارس لأدنى مقومات الخدمات، بعض هذه المدارس خالٍ من الأبواب، والبعض الآخر يفتقد للمقاعد الدراسية، فيما يتدفق الطلاب إلى مدارس آيلة للسقوط وتفتقد لمقومات البقاء، ما تسبب في تأخر وصول التلاميذ إلى المدارس هذا العام.

لا خيار آخر

والد الطفل عمر الشعفي في ريف الشعفة في شرق الفرات يقول لا خيار لنا إلا أن يذهب أبناؤنا إلى المدرسة، بعد انقطاع طويل طيلة السنوات الماضية بسبب الحروب التي عصفت بالمنطقة، إلا أنه يقول في الوقت ذاته ليس هناك مدارس يمكن أن تكون مرضية للأهالي على مستوى الخدمات وحتى على مستوى الكادر التدريسي، لكن لا نريد أن تضيع فرصة التعليم على الأطفال الذين لم يروا في حياتهم إلا الحرب والهجرة.

ويتابع أبوعمر، وهو من الكادر التدريسي في ريف دير الزور: إن الوضع في هذه المناطق مأساوي، ويعدد السلبيات التي تعصف بمنظومة التعليم، ويقول إن معظم أبنية المدارس مدمرة أو غير قابلة لإيواء التلاميذ، خصوصاً في فصل الشتاء، بينما تعاني هذه المدارس من نقص المستلزمات والأدوات المدرسية من مقاعد للتلاميذ، والسبورة، ما يؤثر على طريقة تلقي الطلاب للدروس، وجلوسهم على الأرض في باحة المدرسة.

كل هذه المعوقات ليست الوحيدة أيضاً، ذلك أن الطاقم التعليمي في هذه المدارس ينفذ إضراباً بين الحين والآخر، اعتراضاً على الرواتب التي يرى فيها المعلمون أنها لا تكفي المعلم ليقوم بواجبه في المدرسة.

Email