لماذا استقال كبير المفاوضين الإسرائيليين مع لبنان؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كبير المفاوضين الإسرائيليين في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، عدي أديري قدم استقالته اليوم الاثنين، وفق إعلان وزارة الطاقة الإسرائيلية، اليوم الاثنين. الوزارة قالت في بيان إن «عدي أديري، الذي شغل خلال العامين الماضيين منصب رئيس فريق التفاوض بشأن الخلاف على بعض حقول الغاز في البحر المتوسط، طلب من وزير الطاقة إنهاء مهامه استعداداً لبدء وظيفة جديدة»، مضيفة: «نشكره على نشاطه المتفاني لدفع المفاوضات قدماً ونتمنى له النجاح في المستقبل».

وأفادت بأن «المدير العام لوزارة الطاقة ليئور شيلات، حل محل أديري كرئيس للفريق المفاوض».

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، قوله لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن استقالة أديري، تعود لأن الشخص الذي أجرى المفاوضات الفعلية هو رئيس الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولتا. بينما قالت مصادر مقربة من أديري إن الأخير استقال بسبب معارضته للاتفاق الذي تم التوصل إليه. 

وتسارعت منذ بداية يونيو التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود بعد توقف لأشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. وتعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، بينما تقول إسرائيل إنه ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وكانت المفاوضات بين الجانبين قد توقفت في مايو 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، إذ اقتصرت المحادثات عند انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعا تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية تشمل أجزاء من حقل «كاريش» وتُعرف بالخط 29.

 

الرد غداً

ويعتزم لبنان تسليم الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين غداً الثلاثاء رداً يتضمن ملاحظات على العرض الخطي بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول لبناني معني بالتفاوض، آملاً الحصول على جواب نهائي قبل نهاية الأسبوع.

وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب، المكلّف من الرئيس اللبناني ميشال عون بمتابعة ملف التفاوض، إثر اجتماعين تقني وسياسي في القصر الرئاسي، إن ثمة ملاحظات من الجانب اللبناني تمّ توحيدها في تقرير، على أن يتم إرساله إلى هوكشتاين «كرد على الطرح الأخير» يوم الثلاثاء «على أبعد حد».

ولم يفصح أبو صعب عن مضمون الملاحظات، مكتفياً بالقول إنها «قانونية ومنطقية»، ولافتاً الى أن موقف لبنان الموحّد «يصدر عندما نستلم التقرير النهائي».

وترأس عون اليوم الإثنين اجتماعين، ضمّ الأول اللجنة التقنية المكلفة متابعة ملف الترسيم والثاني رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قبل أن تنضم إليه اللجنة التقنية. وقال ميقاتي إثر الاجتماع إن «الأمور تسير على الطريق الصحيح»، مؤكداً أن الموقف الرسمي «موحد لما فيه مصلحة لبنان».

Email