تقارير البيان

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل في مرحلة الحسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسلم لبنان رسمياً، أول من أمس، الاقتراح الخطي الأمريكي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وعليه دخل الملف مراحله النهائية والأخيرة، بعد تقلب بين مد وجزر استمر سنوات، وبعدما تقاطعت تأكيدات أكثر من مصدر معني بالملف أن الاتفاق الذي تعمل الولايات المتحدة على إنجازه بات «قريباً»، وأنها جادة في هذا السياق، وتسعى إلى الانتهاء منه في أسرع وقت.

وبعد مسار من المفاوضات المكوكية بين الجانبين، أنجز الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية عاموس هوكشتاين اقتراحه الخطي، وقد سلمته السفيرة الأمريكية دورثي شيّا للرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في خطوة اعتبرها عون «إيجابية، وتدل على المسار الصحيح الذي تسلكه المفاوضات»، لافتاً إلى أنه سيُصار إلى تشكيل لجنة أمنية وعسكرية وتقنية لـ«دراسة المقترح المكتوب، والرد عليه»، علماً أن لبنان عاش تضارباً كبيراً في المعطيات إزاء هذا الملف، وذلك منذ إقرار «اتفاق الإطار» حتى الأمس القريب.

تحديد الجلسات

وفي انتظار البحث في هذا الاقتراح، ليُبنى على الشيء مقتضاه، يشار إلى أن موافقة الجانب اللبناني على الاقتراح الذي قدمه الوسيط الأمريكي بشأن الترسيم، أو المطالبة بتعديلات بسيطة يتم إنجازها، تعني تحديد مواعيد جلسات المفاوضات غير المباشرة في منطقة الناقورة الحدودية.

اشتراطات لبنانية

وفيما ثمة إجماع على أن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل أصبحت في أدق مرحلة، ترددت معلومات مفادها أن لبنان كان قد اشترط ألا يؤدي الترسيم البحري إلى أي تعارض مع الترسيم البري، مع ورود بند واضح حول أن ترسيم الحدود في البحر، مع الموافقة على إنشاء منطقة أمنية عازلة تحت السيادة اللبنانية، لا يؤثر على الترسيم البري ولا على النقطة «ب1»، ذلك أن الاتفاق ينص على إقامة منطقة عازلة في البحر، تكون تحت سيطرة الأمم المتحدة، لكنها خاضعة للسيادة اللبنانية، وعليه يكون الاتفاق قد رسا على منح لبنان الخط «23» كاملاً، إضافة إلى حقل «قانا» كاملاً، كما أن هذا الاتفاق يعني، ضمناً، أن شركات التنقيب الدولية، ولا سيما منها شركة «توتال» الفرنسية، ستكون جاهزة للعمل على البدء في الاستكشاف والتنقيب في البلوك رقم «9» بعد الانتهاء من عملية الترسيم، على أن لا يكون هناك نقاط عالقة، وذلك وسط تشديد أمريكي على أن التنقيب المتزامن للبلدين هو عنصر أساسي لتوفير الأمن المتبادل.

Email