الورقة البيضاء «تفوز» في انتخابات الرئاسة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل البرلمان اللبناني، أمس، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع بدء سباق المهل الدستورية مع الشغور، وقبل بلوغ خط نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر المقبل، وبدا من الواضح سيطرة الأوراق البيضاء على عملية التصويت.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى أكثر من 44 جلسة، بين أبريل 2014 وأكتوبر 2016، إلى أن كانت الجلسة الـ45 في 31 أكتوبر 2016 التي تم فيها انتخاب عون رئيساً للجمهورية، بعد سنتين ونصف سنة من الفراغ.

جس النبض

واستجابةً للدعوة المباغتة التي وجهها بري، عقدت الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية، بحضور 122 نائباً من أصل 128. وفي ضوء اكتمال النصاب القانوني لانعقاد الدورة الانتخابية الأولى (86 نائباً)، جاءت نتائج التصويت كما يلي: ميشال معوض (36 صوتاً)، سليم إدة (11 صوتاً)، أوراق بيضاء (63) وأوراق ملغاة (12).

وبعد أن تمّ تطيير نصاب الدورة الثانية (65 نائباً)، رفع بري الجلسة إلى موعد غير محدد، مشترطاً «التوافق» للدعوة إلى الجلسة المقبلة، والتي تردد أنها ستنعقد في غضون 10 إلى 15 يوماً. هذا في الشكل، الذي ترافق مع توصيف الجلسة بأنها كانت لـ«جسّ النبض».

خارطة اصطفافات

المعطيات التي أحاطت أجواء الجلسة الأولى، أظهرت خارطة اصطفافات مبدئية، فرزت الكتل والتكتلات الأساسية بين جبهتين: الأولى بقيادة «قوى 8 آذار»، التي تدفع قدماً باتجاه إفراغ سدة الرئاسة الأولى حتى يحين وقت قطاف التسويات الإقليمية والدولية، وعلى الجبهة الثانية تتقدم قوى المعارضة الرئيسية صفوف العاملين بقوة على «لبننة» الاستحقاق وتطويق مخطط الشغور الرئاسي.

وعليه، فإن وقائع الجولة الرئاسية الأولى قلبت إطار الصورة التي أرادت دعوة رئيس المجلس المباغتة إظهارها أمام الرأي العام، إذ انتهت إلى «تسجيل نقاط» سياسية لصالح المعارضة التي أكدت أنها ليست بوارد المقاطعة، بل ذهبت بمرشح مبدئي إلى الجلسة بغية «تحديد سقوفها» في المعركة الرئاسية، مقابل تكريس عدم اتفاق «قوى 8 آذار» على مرشح رئاسي واحد في ما بينها، وهو ما ترجمته بالاقتراع لصالح «الورقة البيضاء». وعليه، فإن ثمة إجماعاً على أن جلسة الأمس كانت بمثابة «اختبار»، ليس للانتخاب، وإنما لنصاب الثلثين (86 صوتاً) الذي يشكل معيار المواجهة الضمنية بين الكتل النيابية المتعارضة.

العراب

«عرّاب» اللعبة الداخلية البرلمانية، نبيه بري، نجح في إلقاء الكرة الرئاسية في ملعب جميع المكونات، بتوجيه البوصلة في اتجاه إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده وتجنيب البلد الفراغ الرئاسي طويل الأمد، من خلال توجيه دعوته إلى جلسة الأمس لانتخاب رئيس الجمهورية، وإن كان هذا النجاح لم يسفر عن انتخاب الرئيس، لكون إطلاق المسار الانتخابي، وبحسب تأكيد مصادر سياسية لـ«البيان»، لم يواكبه اكتمال إطار المبارزة أو السباق إلى قصر بعبدا، بدليل أن أياً من فريقي الموالاة والمعارضة لم يتمكن بعد من حسم مرشحه أو مرشحيه للرئاسة، أقلّه الآن.

Email