الشتاء كابوس مخيمات الشمال السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب فصل الشتاء بدأت المخيمات السورية في الشمال تحزم المقاعد لمواجهة الأمطار والسيول والثلوج، في ظل الحديث حسب الأرصاد الجوية عن شتاء قاسٍ هذا العام، بينما تعمل بعض الأسر إلى تحصين مواقعها وتدعيم خيمها كي لا تتكرر المأساة السنوية مع كل موجة أمطار تغزو المنطقة.

هذه الأحوال الطبيعية مع بداية كل موسم من المواسم الأربعة وخصوصاً الصيف والشتاء، إلا أن الاحترازات التي تقوم بها العائلات في المخيمات تفوق كل الاحترازات الأخرى، ذلك أن الأمر متعلق بالجغرافية التي تستقر عليها الخيمة وبالتالي العائلة بالكامل.

تحسين الأعرج أحد النازحين من إدلب، بدأ مع أسرته العمل على إحاطة الخيمة بالأحجار وبعض التراب من أجل حماية محيط الخيمة من تدفق الأمطار، ولم يكتف بذلك بل عمد أيضاً إلى بناء خيمة أخرى في مكان بعيد على الحدود السورية التركية قرب معبر باب الهوى تحسباً لكارثة لا يمكن مواجهتها.

ويقول تحسين: في العام الماضي، وخلال الأمطار الغزيرة التي هطلت على الشمال السوري والعواصف الرعدية والثلوج، خسرت المئات من العائلات منازلها (أي خيامها)، وأصبحت بلا مأوى، وهذا العام تحذرنا الأرصاد الجوية من شتاء قاسٍ، ونحن نقوم بالاستعدادات المناسبة لكي نكون بأمان نحن وعائلاتنا.

المشكلة التي تعاني منها المخيمات هذه المرة، تراجع الاهتمام الدولي بأحوالهم في فصل الشتاء، وتراجع دعم المنظمات الأهلية في المنطقة، ما يزيد مخاوف السكان الذين يسكنون المخيمات من كارثة لا يمكن مواجهتها أو الهروب منها هذه المرة.

والمشكلة الأخرى، هو الصراع الدولي على مشروع إدخال المساعدات الإنسانية، حيث سينتهي العمل بالقرار الدولي الخاص بدخول هذه المساعدات في يناير 2023، أي في ذروة فصل الشتاء.

Email