تقارير « البيان»

جفاف السدود منبع قلق لمزارعي الأردن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنتاب المزارعين الأردنيين مخاوف من الأوضاع التي وصلت لها السدود، وبخاصة في المناطق الجنوبية من وادي الأردن، حيث يعتمد المزارعون في تلك المناطق بشكل كبير، على مياه السدود، من أجل ري محاصيلهم، لا سيما أن موسم زراعة المحاصيل الحقلية قد بدأ.

وسجل الجفاف أرقاماً قياسية للعام الثاني على التوالي. من أبرز هذه السدود سد الموجب، الذي تستعمل مياهه للشرب أيضاً، وسد التنور ووادي شعيب والوالة وغيرها.

وفي ما يعد الأردن ثاني أفقر الدول بالمياه على مستوى العالم، فإنه استند على إنشاء السدود لتخزين المياه السطحية من الفيضانات والجريان الأساسي للأودية، وتوفيرها لحاجات الري والاستعمالات البلدية.

ويعتمد مزارعو المناطق الواقعة من نهر اليرموك شمالاً، حتى الأغوار جنوباً، على مياه السدود، لري وحداتهم الزراعية (300 ألف دونم)، التي تتكفل سلطة وادي الأردن، التابعة لوزارة المياه والري، بمسؤولية توزيعها على المزارعين، لكن مخزون هذه السدود، يشهد حالة من الانحسار، بحيث باتت لا تغطي أكثر من 10 في المئة من حاجات المملكة أو أقل.

انخفاض المخزون

ويعد الاستخدام الجائر للسدود، وتراجع الهطول المطري بنسبة 20 في المئة، وما رافقه من تبخر شديد، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، من أهم الأسباب التي أدت لانحسار المخزون المائي فيها. وبلغة الأرقام، بلغ مخزون ما جمعته السدود الأردنية الرئيسة الـ 14 مع نهاية الموسم المطري في مارس الماضي، 90 مليون متر مكعب، وبنسبة 33 % من طاقتها التخزينية الكلية البالغة 280 مليون متر مكعب، بحسب وزارة المياه والري، في حين يتوفر حالياً بالسدود 74 مليون متر مكعب، وبنسبة 26 %، وهي نسبة متدنية مع مقارنتها بالعام الماضي، إذ بلغت 75 مليون متر مكعب.

ويقول مدير عام اتحاد المزارعين، محمود العوران «إن الخرائط الجوية تظهر أن هذا الخريف سيكون جافاً، وعلى المستوى الأبعد، فإن خبراء الطقس يتوقعون تأثر الموسم المطري، وهذا سينتج عنه آثار سلبية بالنسبة للمزارعين. وبالرغم من أنّ أمطار الخريف لا تشكل سوى 10 % من مجموع الهطولات المطرية، إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في تهيئة الأرض وترطيبها، من أجل انطلاقة الموسم الزراعي، ومن هنا، فإن التحديات لم تقف عند السدود».

استنزاف المياه

أضاف العوران أن المزارعين يشعرون بالقلق، فهم يعتمدون على سدود تعاني من الجفاف، نتيجة التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، مع تدني الهطولات المطرية، وزيادة الطلب على الماء، أدى إلى استنزاف المياه، فضلاً عن ارتفاع كلف الإنتاج.

من جهته، أوضح أستاذ علوم المياه في الجامعة الأردنية، د. إلياس سلامة، أن الأردن أنشأ السدود والحواجز على الأودية الرئيسة، التي يمكن أن تجمع أكثر من 3 إلى 4 ملايين متر مكعب، ولم تحصل هذه السدود خلال العامين الماضيين على كميات المياه المتوقعة، وأثر هذا بالطبع في مخزونها، علماً بأن استعمالات مياه الشرب والزراعة، قد زادت بشكل كبير. وأكد أن الحل هو تحلية مياه العقبة، أو جلب المياه من سوريا والعراق وإسرائيل.

Email