سياسيون أردنيون: الإمارات نموذج عالمي في الاعتدال ودعم الاستقرار

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنتهج الإمارات سياسة خارجية فاعلة تتصف بالاعتدال والعقلانية والتوازن، سياسة استطاعت الحفاظ عليها منذ تأسيسها، فالمبادئ الثابتة هي عمادها مع المحيط الخارجي.

المتتبع لهذه المسيرة الدبلوماسية الحافلة بالعطاء والإنجازات، يدرك أن الدفاع عن الأمة العربية وحقوقها وقضاياها، إلى جانب جهودها الرائدة في دعم العمل الإنساني وإحلال السلام في الشرق الأوسط، هي العنوان الأبرز لدبلوماسيتها التي تشكل نموذجاً على مستوى العالم. 

تنطلق هذه السياسة من الركائز التي أرسى دعائمها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ركائز تحرص على النظر ببصيرة إلى المستقبل والتخطيط له والحرص على إدامة العلاقات الإيجابية بين الإمارات والدول العربية والعالم.

ولا تكتفي القيادة الإماراتية الرشيدة بالعلاقات الطيبة والإيجابية مع الأشقاء، وإنما تكللت جهودها في إرساء ثقافة السلام والتسامح وحل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، فالقيادة الحكيمة تمكنت من إنجاز عدد من المحطات البارزة فيما يخص احتواء التوترات ونزع فتيل الأزمات، ولعب دور الوسيط من أجل التهدئة سواء على صعيد المنطقة أو خارجها. 

وعند الحديث عن السياسة الإماراتية، لا يمكن نسيان أيادي الدولة الخيرة التي وصلت إلى كل بقاع العالم لمساعدة المنكوبين والمتضررين جراء الأزمات وفي حالات الطوارئ، وهذا العطاء هو جزء من إصرار صناع القرار والمتمسكين في الثوابت الأصيلة في الدولة بأن التعاون هو الطريقة الأمثل لتمتين العلاقات القوية وفتح قنوات التواصل على كافة المستويات. 

دور فاعل 

وعلى المستوى العربي تتميز السياسة الإماراتية الخارجية في أنها وضعت علاقاتها مع الدولة الشقيقة على سلم أولوياتها، وحرصت كل الحرص بأن تفتح أبوابها وأن تقدم بسخاء كافة المساعدات والمبادرات أملاً في أن يكون لها دور فاعل في تحجيم التحديات التي تواجه هذه الدول. فهنالك إيمان لدى القيادة الإماراتية، بأن الخير الذي يطال الدول الشقيقة هو خير يصب في البيت العربي، فاستقرار وازدهار المنطقة لن يكون إلا من خلال تعزيز العلاقات والتعاون بكافة المجالات انطلاقاً من أن المصير واحد، ولا بد من التآزر لمواجهة المعضلات. 

ويظهر الواقع أن الإمارات تسعى دوماً إلى تطوير استراتيجياتها وسياساتها الخارجية انطلاقاً من محيطها الخليجي ومن مبدأ التضامن والتكاتف وتوحيد الرؤى والطاقات وتسخير الإمكانات المشتركة، لتكون الداعم الأساسي لبناء العمل العربي المشترك، ووضع الخطط الاستراتيجية الحقيقية لمستقبل وأمن المنطقة.

حضور قوي 

وأشار عضو مجلس الوزراء الأردني السابق د. أمين المشاقبة في أنّ السياسة الخارجية الإماراتية تتسم بالاعتدال والتوازن والحكمة، وهذا الركائز التي تقوم عليها هي ركائز ثابتة رسخها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات. وأضاف: «للإمارات بصمات واضحة ومميزة في سياستها الخارجية وسعيها الدبلوماسي دعماً للاستقرار». 

وقال المشاقبة في تصريحات لـ«البيان».. «تتميز الإمارات بحضورها القوي في المحافل العربية، فضلاً عن حضورها في المحافل الدولية والعالمية، ونهجها يرتكز على ضرورة إيجاد الحلول السلمية للأزمات التي تعاني منها المنطقة، سعيا لحل النزاعات وحفظ الأمن بعيدا عن استخدام القوة العسكرية، ودوما تساند الأشقاء العرب في أزماتهم من خلال الدعم الاقتصادي الذي من شأنه أن يطفئ الأزمات و يعمل على التهيئة للتهدئة». 

وأكد المشاقبة أن الإمارات تضع القضايا المركزية العربية ضمن اولوياتها، فموقفها مشرف من القضايا العربية، علاوة على دور الإمارات في مجلس التعاون الخليجي فهو دور وازن فاعل يؤمن بضرورة التعاون وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب. 

ولفت الوزير الأردني وهو أستاذ في العلوم السياسية إلى أنّ موقف الإمارات من القضايا العربية في غاية الوضوح، وهنالك جهود من أجل إيجاد الحلول والتخفيف من الأزمات التي ترهق المنطقة العربية، في سبيل استعادة استقرار المنطقة والتوجه نحو النهضة والبناء. 

سياسة الانفتاح 

بدوره، علق أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. غازي الربابعة بالقول: إن أهم معلم من معالم السياسة الخارجية للإمارات هو سياسية الانفتاح على دول العالم ومنح الأشقاء أولوية توطيد العلاقات وتعزيز التعاون، هذه السياسية لم تأت وليدة الصدفة، وإنما هي نهج مترسخ في الإمارات. وبين الربابعة أنّ العلاقات القائمة على الوسطية والاعتدال وطدت مكانة الإمارات العالمية. 

تماثل المواقف

بدوره، أشار أستاذ الدراسات الاستراتيجية من جامعة الحسين بن طلال د. حسن الدعجة في أن السياسة الإماراتية الخارجية قائمة على مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها، وكذلك مبادئ جامعة الدول العربية وميثاقها.

وقال «الإمارات تتصف بالوسطية والاعتدال، بجميع الاتجاهات، وترتبط مع الأردن بعلاقات متينة حيث تشترك الدولتان في الثوابت الوطنية العربية والدينية، فضلاً عن اهتمامهم بالمصلحة الوطنية والحفاظ على العلاقات الحسنة مع الجوار بالإضافة إلى أهمية مواصلة الجهود من أجل مد جسور التعاون على المستوى الإقليمي والدولي».

Email