هل يقود المبعوث الأممي الجديد ليبيا إلى الحل السياسي؟

المبعوث الاممي إلى ليبيا أمامه مهمة صعبة| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه أنظار الليبيين إلى موعد بدء المبعوث الأممي الجديد السنغالي عبدالله باتيلي مباشرة مهامه مع بداية أكتوبر المقبل، فيما يرجح المتابعون للشأن الليبي أن يشهد المسار السياسي للبلاد تطورات مهمة في الربع الأخير من العام الجاري تمهيداً للحل النهائي للصراع القائم على السلطة منذ عام 2011.

وترى أوساط ليبية مطلعة أن باتيلي الذي يحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي ويعد أول إفريقي يتولى مهمة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، سيتجه مع بداية توليه مهامه إلى عقد لقاءات تشاورية مع مختلف الفرقاء السياسيين في غربي وشرقي البلاد، قبل أن يقوم بجولة في عواصم المنطقة بهدف تحديد ملامح المرحلة المقبلة التي ستتأسس على خيارين وهما توحيد المؤسسات وتنظيم الانتخابات.

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إنه على استعداد للتعاون الكامل مع باتيلي، من أجل تحريك العملية السياسية، وخصوصاً إنجاز القاعدة الدستورية، مؤكداً أن المجلس «ما زال مستعداً للتدخل متى تطلب الأمر ذلك».

رزنامة انتخابية

وينتظر أن يدعو باتيلي إلى مشاورات جديدة بين رئيسي مجلسي النواب والدولة عقلية صالح وخالد المشري في النصف الثاني من الشهر المقبل للعمل على تحقيق توافقات حول القاعدة الدستورية بما يساعد على الاتجاه نحو الانطلاق في إعداد الرزنامة الانتخابية.

وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة دعمه الكامل لعمل المبعوث الجديد، مشيراً إلى أنه سيدفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية لإجراء الانتخابات، فيما عبّر رئيس الحكومة الليبية المنبثقة من مجلس النواب فتحي باشاغا عن تطلعه للتعاون مع باتيلي بما يسهم في استقرار ليبيا وترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة وإجراء الانتخابات.

وإلى جانب الأمم المتحدة، يعوّل باتيلي على الاتحاد الإفريقي في تقريب المسافات بين الفرقاء الليبيين ولا سيما في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية التي يراهن عليها الأفارقة لتكون مدخلاً أساسياً للحل السياسي الشامل.

دعم دولي

وأعرب ممثلو فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، عن دعمهم لباتيلي، من أجل تعزيز الاستقرار السياسي والمصالحة بين الليبيين، وأكدوا في اجتماعهم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعمهم لوضع أساس دستوري، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعلن في الثالث من سبتمبر الجاري، عن اختياره باتيلي ممثلاً خاصاً له في ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم فيها (أونسميل). وقال إن باتيلي يجلب بتعيينه في المنصب «خبرة تزيد على 40 عاماً شغل فيها مناصب ضمن حكومته الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة».

Email