لبنان يلملم فاجعة البحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقفل الأسبوع الماضي في لبنان على مشهد تعداد ضحايا «مركب الموت 2»، الذي غرق قبالة السواحل السورية ليلفظ بعدها البحر عشرات الجثث على شاطئ طرطوس السورية، بعد أن غادر المياه اللبنانية صباح الثلاثاء وعلى متنه أكثر من 120 شخصاً.

ولليوم الرابع على التوالي، لا يزال لبنان يلملم مأساة البحر ويسعى إلى كشف الشبكات التي تقف خلفها، وسط الحزن والحداد على الضحايا، الذين يرتفع عددهم ساعة بعد ساعة، ولأن الكارثة أكبر من أرقام الضحايا، فإن الفاجعة توزعت على غير منطقة لبنانية ومخيمات فلسطينية، فيما الأهالي المفجوعون بانتظار ما يبعث به السوريون من جثث وأخبار، أو ما تنقله إليهم الجهات المبادرة للتواصل مع الجانب السوري لكشف مصير المفقودين.

وعليه، كادت أجواء الصدمة والحزن والغضب العارم على امتداد لبنان، جراء انكشاف مزيد من الفصول المفجعة في حادث غرق «قارب الموت» الجديد، أن تطمس وتحجب كل الاستحقاقات الكبيرة المتزاحمة، دستورياً وسياسياً و«ترسيمياً»، إذ إن أجواء الفجيعة الجديدة هذه طغت على المشهد السياسي، الذي بدا أساساً في فترة ترقب مشدودة إلى الأسبوع المقبل، بحيث ينتظر أن تستعاد الحيوية السياسية المتصلة باستحقاقي تأليف الحكومة والانتخابات الرئاسية، سواء بسواء، عقب انتهاء جلسة إنجاز إقرار الموازنة العامة اليوم الإثنين.

تسوية مرتقبة

وفي الكشوفات السياسية، تتجه الأنظار إلى الأسبوع المقبل، باعتباره أسبوعاً حاسماً «مفترضاً» للتوصل إلى خاتمة تسوية تخرج الحكومة الجديدة - القديمة من عنق الانسداد، وهو التطور الذي انتظر عودة ميقاتي من نيويورك.

وفيما الإيجابيات لا تزال أكبر من السلبيات على مسار التأليف، أشارت أوساط لـ«البيان» إلى أن عدم وجود حكومة بصلاحيات كاملة معناه فتح الباب اللبناني على مجهول، يزيد من جحيم الأزمة التي تبدت في أحد فصولها من خلال مشهد «قارب الموت»، مشيرة إلى أن بلورة الصيغة التي يقال إنها تعويم لحكومة تصريف الأعمال القائمة حالياً، ثم إصدار مراسيم هذه الحكومة، في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل على أبعد تقدير.

 

Email