لبنان..«الترسيم» قيد الاستعجال الأمريكي

ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقاءاته في نيويورك، فإن ثمة إجماعاً داخلياً على أنه نجح شكلاً ومضموناً في تأمين «شبكة أمان» دولية لحكومته المنتظر تشكيلها، مطلع أكتوبر المقبل كما يتردد، مقابل التركيز على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، و«من دون تباطؤ»، وفق تشديد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إثر اجتماعه مع ميقاتي. وذلك، بالتزامن مع ارتفاع المؤشرات الإيجابية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ومفادها بلوغ هذا الملف الأمتار الأخيرة من حسمه بشكل نهائي.

أما على الضفة الرئاسية، فبات محسوماً أن الشهر الأول من مهلة الـ60 يوماً سينتهي من دون مقاربة الاستحقاق الرئاسي خلاله، لا من قريب أو من بعيد، فيما بات محسوماً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيبادر، مع بدايات أكتوبر المقبل، إلى توجيه الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في موعد يحدده وفقاً لصلاحياته الدستورية.

الحكومة

حكومياً، فإن تشكيلة الحكومة الجديدة، وبالأحرى الحكومة القديمة - الجديدة، وكما تجزم مصادر سياسية معنية بملف التأليف لـ«البيان»، باتت على مسافة أمتار قليلة جداً من لحظة إصدار مراسيمها. أما صيغتها، فينقصها بعض «الرتوش» التي تنتظر عودة الرئيس المكلف من نيويورك، لإنهائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ذلك أن لا تعديل في حجم الحكومة (24 وزيراً)، ولا بجوهرها كحكومة تكنوقراط، بلا وزراء سياسيين أو حزبيين، فيما التعديل المطروح قد يتناول 4 وزراء كحد أقصى. هذا في الشكل. أما في المضمون، فكلام عن أن مداخلات عدة أفضت إلى تقريب وجهات النظر، والتنازل المتبادل عن الشروط العالية السقف، لمصلحة تشكيل حكومة. والسبب الأساس في ذلك، وفق قول المصادر نفسها، ينحصر في الأجواء التي سادت في الفترة الأخيرة، ولاحت فيها نذر إشكالات كبرى بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، في حال لم ينتخب رئيس جديد وفي ظل حكومة تصريف أعمال تم التشكيك بدستوريتها وعدم صلاحيتها في تولي صلاحيات رئيس الجمهورية.


الترسيم

من جهة ثانية، تنامت المعطيات البارزة حيال التبشير بإمكان التوصل في وقت قريب جداً إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، بما يؤكد المعطيات التي تتوافر لدى المسؤولين اللبنانيين من أن واشنطن وضعت ملف الترسيم في مقدم أولوياتها الخارجية في هذه الفترة، استباقاً حتى للانتخابات العامة في إسرائيل والانتخابات الرئاسية في لبنان، خلافاً لكل الانطباعات السابقة الأخرى.

وعلى جانب مفاوضات الترسيم، تطورات حملتها الوفود اللبنانية في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعمومها أن الأمور تسير على إيجابيتها، ومسودة الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، آموس هوكشتاين، من المفترض أن تنجز خلال أسبوع، وتراعي كامل المطالب اللبنانية أي: «الخط 23»، حقل «قانا» كاملاً، والتزاماً فرنسياً بأن شركة «توتال» ستبدأ بالتنقيب في المنطقة اللبنانية بعد توقيع الاتفاق.

وفي السياق، أشارت مصادر معنية بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لـ«البيان» إلى أنه، وبالمبدأ، لا شيء يفترض أن يعرقل مسار ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ذلك أن الدبلوماسية المكوكية التي مارسها هوكشتاين بين البلدين في نيويورك خلصت إلى توضيح لبنان كل النقاط العالقة في الملف، ليبقى أمام هوكشتاين المهمة نفسها، ولكن مع الجانب الإسرائيلي.

وفيما ينتظر لبنان، في وقت قريب لم يحدد، عرضاً رسمياً مكتوباً، يضعه الوسيط الأمريكي، فإن أجواء لقاءات نيويورك تقول إن هذا الوقت يجب ألا يتعدى نهاية الشهر الجاري.

Email