اجتماعات الأمم المتحدة.. هل تؤجل فلسطين طلب العضوية الكاملة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بدء الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط ظروف دولية في غاية الصعوبة والتعقيد، حيث الحروب والتوترات الدولية، فإن ما يهم الفلسطينيين بالدرجة الأولى، قضيتهم الوطنية، على اعتبار أن هناك من القضايا في العالم ما يتقدم عليها، ولها الأولوية.

وينتظر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطاباً، يستعرض فيه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ويطالب من خلاله برفع مكانة فلسطين إلى دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وإن كانت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» ألمحت إلى احتمالية تأجيل تقديم الطلب، بعد أن استبقت واشنطن هذا المسعى، مطالبة بوقف التصعيد في الضفة، والمقصود هنا الهجمات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية.

 الانقسام 

ووفقاً للكثير من المحللين، فإنه طالما ظل الانقسام سيد الموقف في الحالة الفلسطينية، فإن قادة العالم سيعطون الأولوية لما هو أهم من القضية الفلسطينية من وجهة نظرهم، ومرد هذا الاستنتاج أن العالم لا يسمع إلا من الأقوياء، ومع انعدام الوحدة بين الفلسطينيين، فإن الموقف الفلسطيني سيظل ضعيفاً.

في الشارع الفلسطيني لا يتوقع أحد من اجتماعات الأمم المتحدة، اتخاذ قرارات مفصلية أو خطوات عملية حيال الملف الفلسطيني، الذي لن يكون وفق اعتقادهم على سلم أولويات المجتمعين، ويجمع الكل الفلسطيني على أن الرهان يجب أن يظل على وحدة الصف الداخلي، والعمل بجدية لطي صفحة الانقسام، الذي الحق أفدح الخسائر والأضرار بالقضية الفلسطينية.

 تحرك جاد

وحسب ممثل فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، فإن الرئيس عباس سيطالب العالم بالتحرك الجاد لحماية حل الدولتين الذي تنادي به الأسرة الدولية، دون أن ينفي إمكانية تأجيل طلب فلسطين، الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وكانت نائبة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، أبلغت الأسبوع الماضي، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، خلال اجتماعهما الأخير في رام الله، أن واشنطن ستجري اتصالات مع عدد من الأعضاء في مجلس الأمن، لحثّهم على عدم التصويت لمصلحة الطلب الفلسطيني، على اعتبار أنه يؤثر في جهود الإدارة الأمريكية لاستعادة الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تمهيداً لإعادة إطلاق المسار السياسي في المستقبل القريب.

وما بين المعارضة الأمريكية للمسعى الفلسطيني في هذه المرحلة، وخشية الفلسطينيين من إحجام البعض عن التصويت لصالح مشروعهم، قد يضطر أبو مازن لإعادة دراسة توقيت تقديم طلبه بعناية، رغم مرور 10 سنوات على حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو (مراقب)، إذ يحتاج طلب الحصول على العضوية الكاملة، علاوة على التوقيت المناسب، إلى دعم كاف من الدول الأعضاء، من خلال الحصول على أصوات 9 دول، من مجموع أعضاء المجلس الـ15، مع عدم استخدام أي دولة من الأعضاء الدائمين حق الفيتو.

Email