ماذا بعد 29 عاماً على اتفاقية أوسلو؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرت الذكرى الـ 29 لتوقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بلا شعور بأي بوادر تلوح في الأفق لتحقيق الغاية من توقيعها، حيث تتزامن مع جمود سياسي وآفاق تبدو مقفلة أمام العملية السياسية التي تفاءل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي عند توقيع الاتفاقية بأن تكون مقدمة لإنهاء الصراع الطويل.

قبل 29 عاماً، وفي سبتمبر 1993، كان محمود عباس - أمين سر منظمة التحرير في حينه - يوقع اتفاقية أوسلو، مع الجانب الإسرائيلي، بعد سلسلة من المحادثات السرية، بعد مؤتمر مدريد، الذي سبق الاتفاقية بعامين.

وبعد كل السنوات التي مرت على الاتفاقية، ما زالت الوقائع على الأرض، تؤشر بوضوح إلى انسداد الأفق، إذ استمرت جولات المفاوضات من دون تحقيق تطلعات الفلسطينيين، وفي أحيان كثيرة، دارت جولات من المواجهة والتصعيد، وتكبد خلالها الشعب الفلسطيني خسائر باهظة الثمن.

في الجانب الفلسطيني، يدرك الرئيس عباس وكبار مساعديه، أن الحل وإن كان صعباً، ليس مستحيلاً، وما يزيد من صعوبته أن الخيارات غير مضمونة النجاح، وخصوصاً لجهة التصعيد، إذ إن الشارع الفلسطيني وطبقاً لمراقبين ومحللين، يرفض هذا الخيار.

آمال تتلاشى

صعوبة تسجيل اختراقات في جدار المفاوضات السياسية أبقت الأمور على حالها، ولم تأت القيادة الفلسطينية بأي بارقة أمل، لأبناء شعبها الذين ضاقت بهم السبل، وتحولت أحلامهم إلى أشبه بـ«كوابيس» وبدأت الآمال تتلاشى، بما جلبته «أوسلو» لهم، عندما تداعت على الفلسطينيين آثار تقسيم مناطقهم إلى تصنيفات (أ، ب، ج) وظلت سلبياتها قائمة حتى بعد 29 عاماً على الاتفاقية.

وحسب مراقبين، لا يبدو أن الأوان قد فات، للتفكير بحلول جديدة، إذ يواجه عباس بين الحين والآخر تيارات داخلية تدعوه لالتقاط أية فرصة جديدة، وإن كان سقفها أقل من سقف مطالبه، لا سيما في ظل اعتقاد كثير من الفلسطينيين بأن الأوضاع الراهنة غير مؤهلة للتصعيد، كما أن الحراك الدبلوماسي الأمريكي - العربي مستمر منذ مدة، لإعادة الثقة بين الجانبين الفلســطيني والإســـــــرائيلي، واســـــتئناف العملية الســــــياسية.

ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ابراش، فإنه بعد 29 عاماً على اتفاقية أوسلو، فإن القيادة الفلسطينية، لم تعد قادرة على إلغائها أو التحرر من التزاماتها، كما أن الفصائل الفلسطينية (المعارضة) لا تمتلك البديل الناجح للاتفاقية.

مربع التجارب

ويرى الكاتب مروان طوباسي، أنه على الرغم من «نجاحات» أوسلو، التي زادت من الحضور الدولي للقضية الفلسطينية، وساهمت في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية من خلال القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، وربط السلطة الفلسطينية بالعالم، وعودة العديد من الفلسطينيين إلى الأرض الفلسطينية، إلا أن هذا لا يلغي أهمية ووجوب مراجعة الأداء، لوقف الدوران حول الذات، ومغادرة مربع التجارب، وصولاً لفتح أفق جديد في المسار السياسي.

Email