أزمة التموين تغيّر عادات التونسيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه تونس أزمة تموين تتعلق بعدد من المواد الغذائية المهمة كالدقيق والزيت المدعومين والبنّ، وأدى فقدان مادة السكّر من الأسواق إلى تعطيل العمل بمصانع المشروبات الغازية والحلوى والبسكويت والمرطبات وغيرها، وأفقد نسبة مهمة من التونسيين عاداتهم اليومية في منازلهم كإعداد فناجين القهوة والشاي، فيما دعا الرئيس قيس سعيد إلى ضرورة التصدي للترفيع في الأسعار وظاهرة الاحتكار التي مازالت منتشرة في كافة أنحاء البلاد علاوة على ضرورة قيام الإدارات المعنية في هذا المجال بواجباتها كاملة، مشدداً على أنه لا مجال للتسامح مع كل من يحاول التحكم في قوت التونسيين.

وبدأت السلطات الحكومية التونسية، في توزيع شحنات من السكر تم استيرادها من الجزائر كحلّ مؤقت للأزمة المتفاقمة، وقالت إنها بدأت في استقبال كميات من السكر يتم توريدها من الجارة الغربية عبر الشاحنات، مشيرة إلى أن الاتفاق بين البلدين يتعلق بـ 20 ألف طن من المخزون الإستراتيجي الجزائري.

ويرى مراقبون محليون أن تونس تشكو من تأثيرات الأزمات الدولية في مجالات الغذاء والتجارة والنقل البحري بالإضافة إلى أوضاعها الداخلية الصعبة وما تعانيه من تضخم وارتفاع في الأسعار وتراجع لقيمة العملة الوطنية فساد مالي وإداري وانتشار واسع لشبكات الاحتكار والمضاربة والتهريب، مشيرين إلى أن تراجع مستويات العرض لبعض المواد الغذائية في الأسواق العالمية كالحبوب والسكر والزيوت النباتية والأرز والبنّ وغيرها انعكس على الأسواق المحلية بشكل غير مسبوق.

وقال أحمد الفرشيشي (57 عاماً) وهو بائع شاي متجول لـ«البيان» إنه اضطر للتوقف عن العمل، وفقد مصدر رزقه الوحيد بسبب فقدان مادة السكر، وأضاف أن أغلب التونسيين واجهوا أزمة السكر في منازلهم، وهناك من الفقراء من لجأوا لاستعمال حبات من حلوى الأطفال لتحلية فناجين الشاي.

وتابع الفرشيشي أن زمن الوفرة قد انتهى، ودخلت البلاد مرحلة الندرة في أغلب السلع التموينية وهو ما يمكن ملاحظته في المساحات التجارية الكبرى، حيث باتت أغلب الأجنحة مفرغة من محتوياتها، مردفاً أن الوضع الاقتصادي الصعب أثّر سلبياً على الجميع وأصبح يحتاج إلى حلول جذرية.

ولم يقف الأمر عند السلع المستوردة من الخارج، وإنما أضحت أسواق تونس تواجه أزمة في المنتجات المحلية سواء كانت زراعية أو صناعية التي ارتفعت أسعارها دون سابق إنذار لترهق جيوب عموم التونسيين ولتنذر بأزمة اجتماعية قد تندلع في أي حين.

وخلال زيارته إلى مقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات، طالب الرئيس قيس سعيّد أصحاب مسالك التوزيع بالمساهمة في المجهود الوطني وعدم استغلال الظرف الحالي الذي تمر به تونس للاحتكار والترفيع في الأسعار، مضيفاً بقوله «حقكم في الربح مشروع ولكن ليس لكم الحق في الاحتكار والمضاربة أو في تغييب بعض المواد الغذائية».

Email