قصة خبرية

أطفال سوريا.. دراسة على ألواح «الطاقة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ السوري عمران، الدراسة الثانوية، في أحد المخيمات بريف إدلب، واستعد للفصل الدراسي الجديد، معتمداً على ما تخزنه ألوح الطاقة الشمسية خلال ساعات النهار، لكن مع مجيء الشتاء، ستقل ساعات التخزين في هذه الألواح، وبالتالي، لا بد أن يبحث عن وسيلة جديدة للحصول على الكهرباء مساء، وإكمال دراسته التي تعول عليها عائلة عمران.

لا تنتهي المشكلة في فصل الشتاء، وقلة تخزين الطاقة، بسبب غياب الشمس في معظم الأوقات، بل تعاني عائلة عمران أيضاً من صعوبة تأمين هذه الألواح، التي تفوق أسعارها الأوضاع المادية لأغلبية السوريين، وهذا ما يفرض عليه الدراسة مبكراً، قبل حلول الليل.

بالنسبة لعائلة سورية نازحة، أو حتى عائلة تعمل في الوظائف الرسمية، من الصعب تأمين ألواح شمسية بقيمة 325 ألف ليرة، أي ما يقارب 90 دولاراً أمريكياً، بينما الراتب لا يتجاوز 30 دولاراً أمريكياً، وهذا ما يشكل تحدياً لعائلة عمار النازحة، التي تبحث عن حلول سريعة في الفصل القادم.

تزيد المشكلة أكبر في حالة النزوح، حيث غياب العمل ومصدر المال بشكل كامل، باستثناء الاعتماد على بعض المساعدات من المنظمات والجمعيات الخيرية، وهذه بطبيعة الحال، لا تشكل توفير الألواح الشمسية، لذا، تخشى عائلة عمران أن تضيع أحلام ابنهم في إكمال التعليم، بسبب صعوبة الحصول على الكهرباء، أمام هذا الواقع الذي يعاني منه عمران، ثمة مئات من السوريين في المخيمات، وحتى في المناطق الآمنة، يعانون من الأمر ذاته، ما يجعل واقع التعليم في مهب الريح.

الهرب من الظلام

لم يترك السوريون في الداخل، وخصوصاً في المخيمات، وسيلة للهرب من الظلام المستمر في كل المناطق، في ظل الصعوبة البالغة بتأمين الكهرباء، سواء في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أو المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.

مشكلة الكهرباء، هي الصداع الكبير في الحياة اليومية السورية، حيث يعيش معظم السوريون على ساعات محدودة من وصول الكهرباء، ومن ثم يعود الظلام إليهم، بعد انتهاء الساعات المحددة، ويشمل ذلك العاصمة دمشق، التي ما زالت تعاني من نقص الكهرباء.

المشكلة المقبلة في هذا الشتاء، بالنسبة للطلاب والتلاميذ السوريين، هي كيف يمكن لهم الدراسة، بينما تغرق البلاد في الظلام، ولعل الصعوبة الكبرى والتحديات أمام النازحين في المخيمات، الذين يفتقدون أكثر من غيرهم إلى الطاقة الكهربائية، وبالتالي، سيكون العام الدراسي عليهم ثقيلاً.

أمام هذا الصداع الكهربائي، اتجه السوريون إلى حد كبير، إلى ابتكار الطاقة الشمسية، وهي فكرة جديدة، أفرزتها الحاجة إلى هذا النوع من تخزين الكهرباء، حيث يعتمد النازحون وغيرهم على هذا النوع من الطاقة، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل لافت في كل المناطق السورية.

Email