نازحو سوريا يودعون الصيف ويستعدون لمعركة الشتاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انتهاء موجة الحر بكافة المناطق في سوريا تنفس الملايين الصعداء، وهم يودعون شهر العذاب الذي يعيشونه على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة.

المديرية العامة للأرصاد الجوية بشرت السوريين في صفحتها الرسمية على فيسبوك، بأن درجات الحرارة تميل للانخفاض، ويبقى الجو، وهو خبر في غاية الأهمية بالنسبة لملايين السوريين سواء النازحون في المخيمات أو من سكان المدن، إذ لا فرق في الحالتين في ظل غياب كل عوامل مواجهة الصيف بسبب الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي.

طوال الصيف الماضي، كانت تداعيات الصيف تحاصر النازحين بداية من ارتفاع درجات الحرارة العالية إلى انتشار الزواحف والعقارب التي اجتاحت المخيمات في الشمال السوري بشكل كبير.

وتقول زينة العياش (أم مريم)، وهي تقطن مع عائلتها وأولادها الأربعة في مخيم الزيتون على أطراف ريف حلب الشمالي في منطقة (اعزاز)، لم يكن لدينا الخيار في مقاومة حرارة الصيف وصعوبتها إلا الانتظار، ولعل هذه الأيام من فصل الصيف ومجيء الشتاء هي أفضل الأيام بالمسبة لنا، فلا صيف ساخن ولا شتاء قارس.

وتضيف أم مريم؛ إن الفصل الذي يمكن أن نقول إنه فصل المخيمات المناسب هو فصل الخريف، الذي يشبه ربيع المخيمات حسب قولها، وتتابع في هذه المرحلة السريعة تتنفس المخيمات الصعداء وتقل المعاناة من ظروف الطقس إلى أن يبدأ فصل الشتاء الذي يحتاج إلى حالة مختلفة من التكيف، خصوصاً العشوائية منها غير المؤهلة للحياة في كل الفصول.

وكانت منظمات إنسانية أعلنت سابقاً؛ أن أكثر من 109 حرائق قد وقعت في مخيمات شمال غربي سوريا، منذ مطلع العام الجاري، لأسباب مختلفة، أبرزها نقص المياه اللازمة للتعامل مع تلك الحرائق، فيما يعاني أكثر من 590 مخيماً يعاني من انعدام المياه، إلى جانب انخفاض مخصصات المياه في المخيمات الأخرى، بسبب قلة الدعم وارتفاع معدل الاستهلاك اليومي نتيجة موجة الحر التي ستتفاقم خلال الأيام المقبلة، بحسب المراصد الجوية.

صحيح أن معركة النازحين انتهت أو أوشكت على الانتهاء هذا العام، لكن المعركة المقبلة باتت مع فصل الشتاء أيضا الذي يستعد معظم سكان المخيمات له، بتحصينات قوية من خلال إحاطة الخيم بالسواتر الترابية والأسمنتية خوفا من السيول والأمطار.. لتتجدد المعارك اليومية مع حياة كل نازح سوري في الداخل.

Email