ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الفيضانات التي ضربت اليمن، خلال الأسابيع الأخيرة خلفت خسائر غير مسبوقة، وأشارت إلى أن الفيضانات ألقت عبئاً إضافياً، يضاعف معاناة الملايين من اليمنيين، الذين لا يزالون يتجرعون صنوفاً من المعاناة من جراء النزاع المسلح الممتد، منذ أكثر من سبع سنوات، ولقي 90 شخصاً على الأقل حتفهم، من بينهم أطفال في مناطق مختلفة، وبحسب ما ورد عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 35 ألف أسرة- معظمهم من النازحين- تضررت بسبب هذه الفيضانات في 17 محافظة، في الفترة بين 28 يوليو الماضي، و10 أغسطس الجاري.

وحسب الصليب الأحمر فإن اليمن يكافح لمواجهة تبعات النزاع، ومن بينها النزوح وتفاقم انعدام الأمن الغذائي، وانهيار شبكات الخدمات، الذي بات وشيكاً في ظل الهشاشة الشديدة، التي تعاني منها الخدمات الأساسية كافة: المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وأنظمة الرعاية الصحية، كما فاقمت الأمطار الغزيرة والفيضانات انتشار الأمراض الموسمية، والأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، وحمى الضنك والملاريا، التي لا تنفك تحصد أرواح الكثيرين في بلد، لا تتجاوز نسبة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل فيه 51 في المئة.

ويقول المواطن اليمني عبد الجليل، الذي فقد جيرانه منازلهم، بسبب الفيضان، الذي اجتاح مدينة حجة: «هذه السنة كانت المرة الأولى التي تشهد فيها حجة مثل هذه الأمطار الغزيرة، فنحن لسنا معتادين على مثل هذه الفيضانات الجارفة. وجد كثيرون أنفسهم بلا مأوى بين عشية وضحاها، وفقدوا متعلقاتهم وحقولهم، التي دُمّرت تماماً، وإذا استمر هطول الأمطار بهذه الغزارة سيفقد المزيد من الناس منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية».

وبدعم من اللجنة الدولية للصليب قدمت جمعية الهلال الأحمر اليمني مساعدات إلى 8,239 أسرة حتى الوقت الحالي، في عشر محافظات من المحافظات الأشد تضرراً، عبر توزيع مواد غذائية وغير غذائية، ويواصل متطوعو جمعية الهلال الأحمر اليمني مباشرة عمليات البحث والإنقاذ للأشخاص، الذين باتوا في عداد المفقودين نتيجة الفيضانات، كما يقدمون الإسعافات الأولية للمصابين.