ملتقى «حديث الشباب العربي لبناء الوعي» يختتم أعماله بمشاركة 300 شخصية من 30 دولة

«إعلان القاهرة» يشدّد على ضرورة الاستثمار في الشباب والتصدي لمخططات الغزو الفكري

ت + ت - الحجم الطبيعي


أوصى ملتقى «حديث الشباب العربي لبناء الوعي»، بضرورة الاستمثار في الشباب وتنمية وعيهم وتعزيز انتمائهم الوطني، مشدّداً على أهمية التوعية من أجل التصدي للغزو القكري والثقافي، الذي يروج للعادات التي تتنافي مع القيم الدينية والعادات والتقاليد في المجتمعات العربية.

واختتم الملتقى الأول «حديث الشباب العربي لبناء الوعي»، أعماله في القاهرة، بعد ثلاثة أيام من الجلسات، شاركت فيها 300 شخصية عربية من الشباب، وممثلي المراكز البحثية، ومنظمات المجتمع المدني والمجالس الشبابية والجامعات، وبعض الهيئات الحكومية، ومجلس النواب المصري، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسين بمصر، ممثلين عن 30 دولة عربية وإفريقية وإسلامية.

وتضمّن الملتقى والذي عُقد تحت شعار «أجيال تدعم القضايا العربية»، فعاليات مكثّفة خلال اليوم الأول بتدشين الهيئة القومية العربية لبناء الوعي، عبر جلسة عن دور مؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة التنمية والفكر المستنير، فيما شهد اليوم الثاني افتتاح الملتقي بحضور د. أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، د. مشيرة ابوغالي مؤسّس ورئيس مجلس الشباب العربي لتنمية المتكاملة، ود. طلال ابو غزالة الخبير الاقتصادي العالمي، وكلمة متلفزة للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والأمين العام لمجلس لشباب العربي للتنمية المتكاملة، د. شفيقة العامري. وكرّم الملتقى في ختام الجلسة الافتتاحية، مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة د. أشرف صبحي بمناسبة تجديد الثقة فيه وزيراً للشباب والرياضة في مصر، ورئاسة المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة، فضلاً عن تخصيص الملتقى جلسة خاصة من مجلس الشباب العربي لتكريم رموز عربية مؤثّرة وفرسان بناء الوعي العربي ورموز العطاء الوطني.

وشهد الملتقي مناقشات ثرية، من خلال جلسات متنوعة وشاملة ومتخصصة، تناولت الجلسة الاولي بناء الوعي «المفهوم والتأثير» النفسي والسياسي والاقتصادي علي المجتمعات العربية، فيما تناولت الجلسة الثانية، دور الدين والإعلام والدراما في التأثير علي بناء الوعي من خلال عدة محاور، أبرزها بناء الوعي في الإسلام وأثره علي نشر قيم السلام والتسامح، وتأثير الدراما علي بناء الوعي بالمجتمعات العربية، ودور الإعلام في توجيه الوعي الوطني والقومي بالوطن العربي، بينما شهدت الجلسة الثالثة «مواقف لا تنسي للوحدة العربية»، تناولت نموذج العلاقات المصرية الأردنية.

وتضمّنت أعمال الملتقي جلسة خاصة لعرض نموذج للقدوة الشبابية في ترسيخ الانتماء تحت عنوان، أثر بناء الوعي الوطني في التصدي للأجيال الحديثة من الحروب «نموذج مصر قبل وأثناء وبعد ثورة 30 يونيو 2013» القرار والاختيار، وحياة كريمة أفضل مبادرة إنسانية وتنموية لبناء مصر الجديدة، فيما تناولت الجلسة الأخيرة دور المسؤولية الاجتماعية في بناء الوعي بالتنمية المستدامة من خلال محور: دور المؤسسات الاقتصادية والمالية في دعم بناء الوعي لتحقيق التنمية المستدامة. وشهدت الجلسة الختامية للملتقى، تكريم شركاء النجاح والتعاون من وزارة الشباب والرياضة والوفود العربية المشاركة. 

مواجهة غزو

وأوصى الملتقى، بضرورة التوعية المعرفية والدينية للتصدي للغزو القكري والثقافي، الذي يروج للعادات التي تتنافي مع القيم الدينية والعادات والتقاليد في مجتمعاتنا العربية، والتنسيق بين الهيئات لمحاربة الانحراف الفكري ومظاهره، واعتماد آلية حقيقية لمواجهته، والاهتمام بتطوير فكر الشباب والنهوض بثقافة المجتمع، وتعظيم الاهتمام بالنشء، وتنمية الوعي الحقيقي لدى الشباب لتجنب الوعي الزائف الذي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدّد الملتقى في توصياته، على ضرورة تضافر الجهود العربية والأفريقية، لتعظيم الاستثمار في الشباب وتنمية وعيهم بقضايا الوطن، وتعزيز الانتماء الوطني لديهم لحمايتهم من الأفكار الهدامة والمتطرفة، والإسراع في تأسيس الهيئة القومية العربية لبناء الوعي، وبدء عمل مؤسسات المجتمع المدني في نشر وتنفيذ مخرجات الملتقي.

ترسيخ وعي

كما أكّد الملتقى، على أهمية وضع برامج للتنمية، ونشر الفكر المستنير لدى الشباب، مع الأخذ في الاعتبار ترسيخ دور الوعي لدى ذوي الهمم، مشيراً إلى أنّ الوعي المستنير يستلزم الاهتمام بتغير المناج التعليمية والاهتمام بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمسايرة المتغيرات والتحديات الراهنة، والتعاطي بشكل إيجابي وهادف لبناء الوعي التعليمي. ولفتت توصيات الملتقى، إلى أنّ الشباب قوة اجتماعية مهمة، وأنّ كسب هذا القطاع الحيوي من قبل صانعي القرار والسياسيين يعني كسب معركة التغيير، داعياً إلى إبراز دور الشباب الذين يمثلون نموذج القدوة البناءة في مختلف المجالات باعتبارهم ثروة المجتمعات وقاداتها في المستقبل.

وأشار الملتقى، إلى أنّ القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب وقضية الشباب العربي الأولى، لافتاً إلى أنّ دور الدبلوماسية الشبابية لا يقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية الداعمة لحل عادل للقضية الفلسطينية، مشداً بدور مصر تجاه القضية الفلسطينية وإسهامها في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.

Email