شبح الحرب يخيّم على العاصمة الليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد شبح الحرب ليخيم على العاصمة طرابلس، ولتنتشر من جديد نذر الصراع في غرب ليبيا بما يعكس حالة الانقسام الحكومي والسياسي التي اتسعت بعد فشل القوى الداخلية والخارجية في تأمين تنظيم الانتخابات التي كانت مقررة للرابع والعشرين من ديسمبر الماضي.

وفي هذا السياق، شهدت طرابلس فجر أمس مواجهات دامية انتهت بسيطرة قوات تابعة لرئيس غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي الموالية للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا على مقر الدعوة الإسلامية ومحيطها غرب العاصمة بعد اشتباكات مع عناصر من القوة المتحركة الموالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

وبحسب مصادر أمنية، فإن الاشتباكات التي استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في صفوف القوة المتحركة ما أجبر عناصرها على الانسحاب من مواقعها في محيط مقر جمعية الدعوة الإسلامية.

دوي انفجارات

وقال مراقبون محليون لـ«البيان» إن صدى الرصاص ودوي الانفجارات عمّ أحياء جنوبي وغربي العاصمة طرابلس في الساعات الأولى من أمس، بينما ارتفعت أصوات منبهات سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المصابين من المسلحين والمدنين العزل إلى المشافي الموجودة في وسط المدينة. وتخشى أوساط مطلعة من تصعيد في المواجهات المسلحة ولا سيما بعد قرار المجلس الرئاسي حل غرف العمليات العسكرية والذي رأى فيه البعض محاولة لاستهداف غرفة العمليات المشتركة في المنطقة الغربية برئاسة الجويلي بسبب مساندته لحكومة باشاغا التي تباشر مهامها من مدينة سرت في انتظار تهيئة الظروف التي تسمح لها بالانتقال إلى طرابلس.

ووفق محللين ميدانيين، فإن اشتباكات فجر أمس، تأتي امتداداً لتلك التي وقعت في طرابلس ليلة 21 يوليو الماضي، والاشتباكات في مصراتة في 23 يوليو، بين الجماعات المسلحة مما أدى إلى سقوط عدد غير مؤكد من الضحايا المدنيين، كما أنها تشرع باب المخاوف الجدية من اتساع دائرة الصراع بخلفيات إثنية وقبلية إلى جانب الأبعاد السياسية والمناطقية في منطقة غرب ليبيا التي باتت مفتوحة على جميع الاحتمالات في ظل استمرار سيطرة الميليشيات على مراكز القرار فيها.

Email