ليبيا.. هل يكون قرار «الرئاسي» خطوة نحو توحيد الجيش؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد ليبيا حراكاً واسعاً في التنسيق العسكري بهدف توحيد الجيش الوطني، إذ أكّدت الناطقة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، إصدار المجلس قراراً بحل كل الغرف العسكرية المشتركة، بعد انتهاء مهامها بانتهاء أسباب إنشائها، وتعميم القرار على كل الوحدات العسكرية للعمل به، لمساعدة رئاسة الأركان في جهودها لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وأشارت وهيبة، إلى أنّ قرار القائد الأعلى للجيش بحل الغرف العسكرية المشتركة، يشمل كل الغرف العسكرية في مختلف أنحاء البلاد ولا يقصد غرفة معينة أو شخصية عسكرية بذاتها، لافتة إلى أنّ هذا القرار عسكري يعمم على الوحدات والمناطق العسكرية، وليس على وسائل الإعلام، فيما يهدف القرار لمساعدة رئاسة الأركان على توحيد المؤسسة العسكرية. وأبانت وهيبة، أنّ آلية التنفيذ ومتابعته واتخاذ الإجراءات ضد الرافضين، يبقى أمراً عسكرياً يتم اتخاذه وفق القانون العسكري.

ويرى مراقبون، أنّ قرار المجلس الرئاسي حل كل الغرف العسكرية والبالغ عددها 15 غرفة، محاولة لحل أزمة الهياكل التنظيمية للجماعات المسلحة في الغرب الليبي التي لا تزال خاضعة لحكم الميليشيات.

ووفق القرار، فإنّ غرف العمليات تنتهي بانتهاء المهام العسكرية المنوطة بعهدتها، وهي مرتبطة بأحداث وعمليات محددة، ومنها غرفة البنيان المرصوص، وغرفة تحرير سرت الجفرة بالمنطقة الوسطى، فيما يتكوّن أغلبها من ميليشيات مسلحة تشكلت بعد العام 2011 وتولت خلال السنوات الماضية الاستيلاء على مواقع ودور الجيش والقوات النظامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأكّدت مصادر عسكرية في المنطقة الشرقية لـ «البيان»، أنّ هذه القرارات لا تسري على قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، لا سيما أنه لم يتم حتى الآن توحيد المؤسسة العسكرية، فضلاً عن أنّ المجلس الرئاسي لم يعمل على تقريب المسافات بينه والقيادة العامة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أنّ القرار أتى متأخراً وترجع أسبابه لخلافات بين الهياكل والجماعات المسلحة في المنطقة الغربية، لا سيّما بعد تزعم آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية المقال، أسامة الجويلي، للتيّار المناهض لاستمرار حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في الحكم، والداعم بقوة لتسلم رئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن مجلس النواب، فتحي باشاغا، مقاليد السلطة في طرابلس.

توحيد

بدوره، أشار المحلل السياسي، بشير الصويعي لـ«البيان»، إلى أنّ قرار المجلس الرئاسي لن يجد طريقه للتنفيذ على أرض الواقع بسهولة، موضحاً أنّ القرار يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو توحيد المؤسسة العسكرية وتهميش دور الميليشيات، الأمر الذي تحتاجه البلاد حالياً وتطالب به قيادة الجيش الوطني.

وأبان الصويعي، أنّ تنفيذ القرار وحال وجد طريقه لتحقّق على أرض الواقع، سيفسح المجال أمام رئاسة الأركان في طرابلس للعمل بأكثر حرية على تنسيق المواقف وتوحيد الأهداف مع رئاسة الأركان في بنغازي.

تمهيد

وينتظر أن يسهم قرار المجلس الرئاسي، في تمهيد الطريق أمام جهود توحيد المؤسسة العسكرية، وذلك قبيل توجّه رئيس أركان القوات الحكومية في غرب البلاد إلى بنغازي في زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2014، وهي الزيارة التي كانت مقررة الأسبوع الماضي وتمّ تأجيلها لتوفير ظروف أفضل للتنسيق المشترك، وتنفيذ إجراءات تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين بهدف الوصول إلـى نتائج، وتفعيل القوة المشتركة، والتي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خطة للبـدء فـي تسيير دوريات حدودية مـن الوحدات المختلفـة لحرس الحدود، مع الاتفاق على ضرورة الاستمرار في التواصـل المباشـر وعقد اجتماعات مشتركة خلال الفترة المقبلة.

Email