لبنان.. مصير ترسيم الحدود في انتظار عودة هوكشتاين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر لبنان عودة الوسيط الأمريكي في ملف الترسيم البحري مع إسرائيل، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، قبل نهاية أغسطس الجاري، حاملاً معه رد تل أبيب على طرح لبنان لاستئناف مفاوضات الترسيم في منطقة الناقورة. وبرزت تأكيدات المسؤولين عن ملف الترسيم، على عدم مقاربة ما أشيع من إيجابيات بأنها حاسمة، وعدم التسليم بقرب التوصل إلى اتفاق قبل وضوح موقف إسرائيل. ووفق مراقبين، فإن هوكشتاين، لم يحمل في زيارته الأخيرة لبيروت، أي مقترح أمريكي للتنقيب المشترك من حقول المنطقة المتنازع عليها، ولا أي طرح عن المشاركة في الحقول الخاصة بلبنان، بل حمل جواباً إسرائيلياً يتضمن القبول بالطرح اللبناني، شريطة أن يبادر لبنان بالتخلي عن مساحة شمال الخط 23، موازية لتلك التي تنازلت عنها إسرائيل في حقل قانا.

وبالتزامن مع إشاعة أجواء تفاؤل حول قرب الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، وهو الملف الذي يعول عليه في تمكين لبنان من الاستفادة من ثرواته، حددت مصادر مطلعة لـ«البيان»، ما آل إليه مشهد الترسيم، وفق عدة خلاصات، بدءاً من النبرة الإيجابية الجديدة التي بات يبديها الوسيط الأمريكي، مروراً بكونه مكلفاً من إدارة بلاده بإنهاء ملف الترسيم وتحقيق الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قبل نهاية الشهر الجاري، وصولاً إلى أن قطار الترسيم بات يشي بأنه قد أعيد وضعه على السكة، وبزخم أكبر مما كان عليه في السابق، فيما بدت نوايا هوكشتاين جدية بإنهاء سريع للاتفاق، ما يعني أن الحسم النهائي ينبغي أن يكون سريعاً، مع التأكيد على العودة لطاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة. 

وفي انتظار أن ترجمة هذه الخلاصات إلى إجراءات عملية خلال الأسابيع المقبلة، وصولاً إلى اتفاق على الترسيم من عدمه، سادت انطباعات واسعة، من دون تفاصيل كافية بعد، عن مرونة في موقف إسرائيل من شأنها إحياء الاتجاه لإعادة استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة، فيما أصبح عامل الوقت ضاغطاً، لاسيما وأنه لم يعد يفصل إسرائيل عن البدء بعملية استخراج الغاز سوى أسابيع قليلة، فيما لا يزال لبنان في بداية رحلة طويلة من التنقيب والاستكشاف قبل الوصول إلى مرحلة الاستخراج.

Email