مستقيم ومتعرج.. خطان لترسيم حدود «الغاز» بين لبنان وإسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من خارج سياق كلّ الوقائع الداخليّة، وفيما الحكومة الحالية «تبحر» في اجتماعات تصريف الأعمال لأجل غير مسمّى، تقدّم ملفّ الترسيم البحري مع إسرائيل إلى الواجهة مجدّداً، في ضوء التصريحات الأمريكيّة واللبنانيّة التي توالت خلال اليوميْن الأخيرين، ومفادها وجود مؤشرات إيجابيّة ترجّح إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين الطرفيْن في منطقة الناقورة الحدوديّة.

وذلك بالتركيز على نجاح الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين في دفع الإسرائيليّين نحو مناقشة العرض اللبناني الأخير لترسيم الحدود.

ومع أنّ التكتّم سيّد الموقف في ملفّ مفاوضات الترسيم، لكنْ بات واضحاً، بحسب تأكيد مصادر لـ«البيان»، أنّ مصلحة إسرائيل باتت تحتّم عليها التوصّل إلى اتفاق مع لبنان، وإنْ كانت لا تزال تتخذ موقفاً متحفّظاً من إصرار السلطات اللبنانية على «حقل قانا» كاملاً، وتفضّل أن يبقى الخطّ متعرّجاً، لا مستقيماً كما اقترحه الجانب اللبناني. علماً أنّ الترسيم في المعيار اللبناني لا يزال «راسياً» حتى تاريخه على معادلة واحدة، مفادها: «الخطّ 23» بديل «الخطّ 29»، و«قانا» مقابل «كاريش».

وغداة تأكيد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكيّة، نيد برايس، أنّ مناقشات هوكشتاين مع الإسرائيليّين أفضت إلى «نتائج مثمرة تقلّص الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي»، متعهّداً بأن تبقى بلاده منخرطة في مباحثات ترسيم الحدود في الأيام والأسابيع المقبلة.

قفز ملفّ ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة مجدّداً، إذْ جرى اتصال بين هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النوّاب إلياس بو صعب، عكس أجواءً إيجابيّة تشي بقرب استئناف مفاوضات الناقورة، بإشراف أمريكي ورعاية أمميّة، وإنْ آثرت في الوقت عينه الإبقاء على التفاؤل الحذر إلى حين.

علماً أنّ بو صعب غرّد عبر حسابه على «تويتر»، مثنياً على ما تضمّنه بيان الخارجية الأمريكية، لجهة المحادثات التي أجراها هوكشتاين مع الإسرائيليّين والتي وصفها بـ«المثمرة». وربطاً بذلك، تردّدت معلومات مفادها أنّ لبنان ينتظر جواباً أمريكياً في مهلة أقصاها الأسبوعيْن المقبليْن.

وعليه، قالت مصادر معنيّة بهذا الملفّ لـ«البيان» إنّ البيان الأمريكي الأخير شكّل ضماناً بأنّ هوكشتاين لا يزال مستمراً في مهمّته، بما يضمن الحقوق اللبنانيّة بالحدّ الأدنى. أمّا على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن أنّ إسرائيل ترغب في التوصّل إلى اتفاق مع لبنان في شأن الترسيم، كي ينقّب الجانبان بـ«سلام»، في البحر، بعيداً من أيّة مناخات متشنّجة.

وإنْ كانت ستسعى إلى رفع سقفها، علّ لبنان يتراجع عن بعض الشروط التي وضعها، لكوْنها لا تحبّذ موقف لبنان التفاوضي انطلاقاً من الخطّ «23» مع الحصول على «حقل قانا» كاملاً، مقابل حصول تل أبيب على «حقل كاريش». وهنا، تردّدت معلومات مفادها أنّ إسرائيل تفضّل الإبقاء على الخطّ الذي كان رسمه هوكشتاين على حاله، أي متعرّجاً، بما يبقي لتلّ أبيب حصّة أكبر من تلك التي ستحصل عليها في حال تمّ اعتماده مستقيماً كما يريد لبنان.

Email