تونس.. إحباط مخططات إرهابية لاستهداف سعيد

فضيلة خليفي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة تونس | اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت السلطات التونسية، عن مخططات لاستهداف الرئيس، قيس سعيد وضرب الأمن العام الداخلي، فيما احتدمت المواجهة مع تيار الإخوان، بعد قبض السلطات الأمنية على أحد أبرز قيادييه. وأماطت وزارة الداخلية التونسية، أمس، اللثام عن وجود تهديدات جدية تستهدف رئيس البلاد، مشيرة إلى توافر معطيات ومعلومات أمنية مؤكدة وجدية حول نوايا استهداف الرئيس سعيد ومؤسسة الرئاسة من مصادر متقاطعة، فضلاً عن تهديدات تهدف لتقويض الأمن العام.

ورجّحت مصادر تونسية لـ«البيان»، أنّ يكون المخطّط لاستهداف المؤسسات السيادية قبل تنظيم الاستفتاء الشعبي على مسودة الدستور، بهدف عرقلة مشروع الرئيس سعيد بتأسيس الجمهورية الجديدة التي أعلن عنها مؤخراً كأساس لمشروع الإصلاح السياسي في البلاد بعد عشرة أعوام من حكم الإخوان.

وأوضحت المصادر، أن تنظيم الإخوان دخل مرحلة اليأس من إمكانية تحريك الشارع أو تحقيق ضغوط دولية على السلطات التونسية للتراجع عن المسار السياسي الذي دشنه الرئيس سعيد أواخر يوليو الماضي، وأنّ التنظيم الإخواني قد يكون دخل مرحلة الرهان على العنف للزج بالبلاد في حالة من الفوضى.

وذكرت الناطقة المتحدثة باسم الداخلية التونسية، فضيلة خليفي، في مؤتمر صحافي، أنه تمّ إحباط عملية إرهابية حاول تنفيذها عنصر من الذئاب المنفردة بالهجوم على نقطة أمنية أمام أحد المقرات الحساسة، وتم إحباط العملية والقبض على منفذها وتم حجز أداة الجريمة. وأفادت الداخلية التونسية، بأنه تم اعتقال مهاجم في واقعة منفصلة بعد أن أصاب شرطيين مساء أول من أمس، في استهداف لنقطة أمنية وسط العاصمة. إلى ذلك، تحدثت الداخلية التونسية عن شبهة عمليات مالية مريبة لناشطين صلب جمعية «نماء تونس» الخيرية، التي تم رصد تدفقات مالية كبيرة على حسابها لا تتماشى ونشاطها المصرح، ما أدى في مرحلة أولى لتوقيف ثلاثة أشخاص وحجز حواسيب وأجهزة الكترونية وكشوفات بنكية تؤكد تلقيها الأموال.

توقيف

وتابعت الخليفي، أنه تم إدراج عدة شخصيات بالتفتيش، وأنه وقع توقيف صاحب مسؤولية سياسية سابق وأحد مؤسسي حزب سياسي في إشارة إلى رئيس الحكومة الأسبق، والقيادي المؤسس بحركة النهضة حمادي الجبالي، وذلك بموجب إذن قضائي وهو يخضع حالياً للإجراءات، مشيرة إلى صهره والذي أفادت التحقيقات بظهور الثراء الفاحش عليه، فيما أظهرت التحقيقات ذاتها وجود شبهة جدية تتعلق بتبييض الأموال وأنّ هذا الشخص لاذ بالفرار. وكانت جمعية «نماء تونس» الخيرية قد تأسست في العام 2012 بترخيص حصلت عليه من حكومة الترويكا الأولى الإخوانية برئاسة الجبالي، وجمعت في عضويتها عدداً من القيادات الإخوانية من بينهم ناجح الحاج لطيف، رجل الظل في حركة النهضة المكلف بالملفات المالية والمقرب من رئيس الحركة راشد الغنوشي، فيما كشفت تقارير محلية، أنّ حجم نشاطها المالي بلغ حوالي 100 مليون دولار.

مستجدات

حول آخر مستجدات قضية «انستالينغو» المختصة في صناعة المحتوى والاتصال الرقمي، والتي تحدثت مصادر محلية عن وجود علاقة بينها و«نماء تونس»، أبرزت الناطقة باسم الداخلية، أن قرار توقيف الناطق الأسبق للوزارة، وقنصل تونس السابق باسطنبول، محمد علي العروي على ذمة القضية، يعني أنه تم تطبيق القانون في شأنه بعد أن خضع للأبحاث والتحريات مثله مثل أي مشتبه به ومن ثم إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضده.

ويشير مراقبون، إلى وجود علاقة وثيقة بين مختلف القضايا التي كشفت عنها وزارة الداخلية التونسية، سواء كانت تتصل بالمخططات الإرهابية التي تستهدف رأس الدولة، أو غسيل الأموال تحت لافتات العمل الخيري أو صناعة المحتوى، ونشر الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

Email