رئيس الوزراء المكلف: لن نترك لبنان ينهار

إعادة تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية

ميقاتي لدى وصوله إلى القصر الرئاسي في بعبدا | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بأصوات 54 نائباً من أصل 128، اعتلى نجيب ميقاتي (67 عاماً) سدة رئاسة الوزراء في لبنان، تكليفاً، بمهمة أولى اختارها، وهي الحصول على ثقة الشعب، معتمداً على مرونته السياسية والشخصية، وعلى إتقانه سياسة «تدوير الزوايا» في زمن التحديات والعقد الكبيرة، وتحديداً منذ 2005، حيث ينظر إليه كمرشح توافقي لإنهاء حالات الجمود جراء الخلافات السياسية، وهو المعتاد على التأليف لا الاعتذار.

لحظة تاريخية

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، وفي كلمة له عقب إعادة تكليفه، أكد ميقاتي قدرة وزارته على انتشال بلاده من أزماتها. وقال: «من دون اتفاق مع صندوق النقد الدولي لن تكون فرص الإنقاذ التي ننشدها متاحة»، ودعا جميع القوى السياسية اللبنانية إلى لحظة مسؤولية تاريخية «نتعاون فيها جميعاً»، ومضى في حديثه: «نحن بصدد اتخاذ الخطوات الأساسية لحل مشكلة الكهرباء»، وتعهد بعدم ترك بلاده في أزماتها، قائلاً: «لن نترك لبنان ينهار وسيتغلب على محنته». وأضاف ميقاتي: «شكراً لمن سماني وشكراً لمن لم يسمني لأنهم مارسوا دورهم بكل ديمقراطية، وهذا التكليف يحملني ثقة مضاعفة، وعلينا التعاون جميعاً لإنقاذ بلدنا مما يتخبط به». وتابع: «علينا أن نعي أن الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والمهم أن نضع خلافاتنا جانباً، ولم نعد نملك ترف الوقت والغرق في الشروط والمطالب».

صفتان لميقاتي

وبعد إعادة تكليفه فإن ميقاتي بات يحمل عملياً صفتين: رئيس حكومة تصريف الأعمال، ورئيس مكلف تشكيل حكومة جديدة، وهاتان الصفتان، وفق ما يتردد، مرشحتان لأن تلازماه حتى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، إن تعذر عليه شخصياً تشكيل الحكومة العتيدة، وإن تعذر أيضاً، لسبب أو لأسباب قاهرة، انتخاب رئيس الجمهورية الجديد ضمن فترة الـ60 يوماً الفاصلة عن انتهاء ولاية الرئيس عون في 31 أكتوبر المقبل.

إجماع

وفي الانتظار، فإن ثمة إجماعاً على أن التوازنات السياسية الداخلية الجدية، التي من شأنها أن تشكل رافعة للحكومة، غير متوافرة، ما سيضع رئيس الوزراء المكلف أمام مهمة صعبة في تأليف الحكومة، ويُمهد لصدام صعب مع مكونات سياسية صنفت نفسها «معارضة»، وأخرى حسمت موقفها سلفاً بعدم المشاركة في الحكومة، ومكونات أدخلت العوامل السياسية بالعوامل الشخصية والحسابات الآنية، وتعاملت مع رئيس الحكومة الذي كُلِف أمس من موقع الخصومة والعداء.

ومن هنا، فإن معظم التقديرات تشير إلى أن ميقاتي سيكون رئيس وزراء مكلف «مع وقف التأليف». هذا في المشهد السياسي عموماً، حيث يبدو أن المماطلة ستكون سيدة الموقف، حتى بلوغ موعد 31 أغسطس المقبل، حينها يستطيع رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة مبكراً إلى الانتخابات الرئاسية، فتدخل البلاد في أمر واقع جديد، تتغلب فيه معركة رئاسة الجمهورية على معركة تأليف الحكومة.

Email