الإمارات تشدّد بمجلس الأمن على عدم استغلال آلية إيصال المساعدات كأداة للتدخل في الشأن السوري.. فيديو

ت + ت - الحجم الطبيعي

شددت دولة الإمارات في بيانها أمام مجلس الأمن اليوم على أهمية اتساق الخطط الإنسانية مع متطلبات المرحلة الحالية من الأزمة السورية، وعدم تسييس آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، حيث سيؤدي ذلك إلى تقويض مصداقية هذه الآلية، التي يجب أن تظل إنسانية بحتة، وألا يتم استغلالها كأداة للتدخل في الشأن السوري.

وقال سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة والقائم بالأعمال، في بيان الدولة باجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا: 

السيد الرئيس..

بداية، أشكر الأمين العام السيد أنطونيو غوتيرش على بيانه الهام الذي أكد على ضرورة إيصال المساعدات عبر كافة الطرق المتوفرة في سوريا، وأشكر كذلك السيد مارتين غريفيث على إحاطته الوافية. ونشكر السيد إياد الأغا على مداخلته.

السيد الرئيس..

اعتمد هذا المجلس قبل ثمانِ سنوات، آلية إيصال المساعدات عبر الحدود كتدبيرٍ استثنائي استجابةً للتداعيات الإنسانية الخطرة للأزمة السورية. وجسد إجماع الدول الأعضاء حول القرار 2139، مسؤوليةً أخلاقيةً تفرض فصل الواجب الإنساني عن أي اعتباراتٍ سياسية وتضمن وصولَ المساعدات إلى المحتاجين في سوريا.

وبالرغم من أن الغرض من الآلية لا يزال قائماً وملحاً، وجَبَ التنويه بأنها تُعَد إجراءً استثنائياً ومؤقتاً، وأنه لا ينبغي التعامل معها كحلٍ طويل الأمد، لاسيما في ظل تغيُّر الأوضاع على الأرض، بما في ذلك ازدياد عدد المحتاجين الذي وصل اليوم إلى أكثر من أربعة عشر مليون شخص، مقارنةً بعشرة ملايين شخص في عام 2014، مما يتطلب من الخطط الإنسانية أن تتسق مع متطلبات المرحلة الحالية للأزمة، والتي تستدعي زيادة عدد القوافل عبر الخطوط، بالتزامن مع دعم مشاريع الإنعاش المبكر.

وفي سياق الأوضاع الراهنة في الشمال، والتصعيد الجاري على الحدود التركية-السورية، نطالب بعدم استخدام آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لتحقيق مصالح سياسية، حيث سيؤدي ذلك إلى تقويض مصداقية هذه الآلية، التي يجب أن تظل إنسانية بحتّة وألا يتم استغلالُها كأداة للتدخل في الشأن السوري. ونشدد هنا على أهمية تَمَكُنْ الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها على الأرض، من إيصال المساعدات إلى المحتاجين، من خلال معبر باب الهوى مع توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، خاصةً بعد استهداف ومقتل عاملٍ إنساني في منطقة الباب الأسبوع الماضي.

أما بخصوص المساعدات التي يتم إيصالُها عبر الخطوط، ترحب دولة الإمارات بمرور القافلة الخامسة إلى شمال غرب سوريا مؤخراً. وفي هذا السياق، نُكرر ضرورة زيادة عدد العمليات الإنسانية عبر الخطوط، بحيث يتقارب عددها مع تلك التي تمر من خلال آلية عبر الحدود. وتثمن دولة الامارات الجهود الأممية في هذا المجال، وندعو جميع الأطراف إلى السماح بمرور هذه القوافل عبر الخطوط بشكلٍ عاجل وسلس ودون عوائق، لضمان وصول الإغاثة الإنسانية للمحتاجين، إذ لا ينبغي ترك المجال للأطراف على الأرض للتحكم بمرور المساعدات أو استخدامها كورقة مساومة.

السيد الرئيس،.

في العام الماضي، اتحد أعضاء هذا المجلس وأجمعوا على اعتماد القرار 2585 وأشاروا من خلاله، ولأول مرة، إلى أهمية دعم وتنفيذ مشاريع الانعاش المبكر في سوريا، وهو الأمر الذي عكس الاحتياجات الإغاثية المُلِحة على الأرض. وعليه، يتعين علينا الآن النظر في كيفية تكثيف جهود الإنعاش المبكر من خلال إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية للخدمات الأساسية التي تم تدميرُها. كما ينبغي تعزيز البرامج الدولية في المجالات الأساسية مثل الأمن الغذائي والمياه والكهرباء والصحة والتعليم كجزء رئيسي من جهود الإنعاش المُبْكِر، والذي أصبح ضرورياً في ظل أزمات الغذاء والصحة العالمية.

وفي سياق ما شهدناه مؤخراً من إغلاق مطار دمشق الدولي بعد إلحاق ضررٍ فيه، نؤكد على أهمية حماية البنية التحتية المدنية لضمان استمرارية العمليات الإنسانية في المنطقة.

وختاماً، نطالب باستمرار إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية في جميع المناطق السورية ودون عوائق بناءً على المبادئ الإنسانية وعدم تسييسها وذلك للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق.

يذكر أن عدد المحتاجين في سوريا وصل اليوم إلى أكثر من 14 مليون شخص مقارنة بعشرة ملايين شخص في العام 2014.

Email