تقارير «البيان »

«لم الشمل».. حلم آلاف الفلسطينيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلّق آلاف الفلسطينيين العائدين إلى قطاع غزة والضفة الغربية بعد قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994، آمالهم على «لم شمل» وبطاقة هوية، كي يتمكنوا من الحصول على الخدمات والمميزات التي يحصل عليها كل فلسطيني حامل للهوية. هؤلاء منذ قدومهم إلى فلسطين، لا يسمح لهم بالسفر أو الحصول على بعض الخدمات التي لها علاقة مع إسرائيل، ومنهم من لم يجتمع بأسرته منذ عشرات السنين بسبب عدم موافقة إسرائيل على لم شملهم.

أمام مقر هيئة الشؤون المدنية في غزة، اعتصم عشرات الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة بلا بطاقات هوية. ورفع المعتصمون يافطات كتب عليها كل منهم قصّته ومعاناته، مطالباً ببطاقة هوية فلسطينية، ولم الشمل مع عائلته.

من ضمن المعتصمين، أطفال حصلوا على شهاداتهم المدرسية، لكن فرحتهم كانت منقوصة في ظل غياب آبائهم في الضفة الغربية. الشاب خالد فريج، صرخ بصوت عالٍ أمام الحضور أمام مقر الشؤون المدنية: «يكفي، تخطيت عامي الـ30، ولم ألتقِ بأهلي، ولم أتمكن من الحصول على وظيفة، أو حتى أكمل دراستي خارج فلسطين، اسعفوني وأعطوني الهوية لأعيش حياتي مثل باقي البشر».

أما مروة حمادة، من غزة، فتهرب دائماً من سؤال أطفالها عن والدهم المقيم في الضفة منذ سنة ونصف السنة، بالاتصال به على مواقع التواصل الاجتماعي.

تنادي الطفلة مسك على والدها على الهاتف، ويتبادلان الابتسامات والضحكات.

رفض أمني

كانت والدة مسك حضرت برفقة أطفالها من بيت لحم، لرؤية والدها المريض في غزة، وعندما قررت العودة إلى بيت لحم، فوجئت بالرفض الأمني من إسرائيل، وتحويل عنوان أطفالها إلى غزة، بدلاً من بيت لحم. تقول مروة: «حرمت من زوجي ومن وظيفتي كمحاضرة في جامعة فلسطين، وحاولت أن أعرف سبب الرفض الأمني، لكن لا أحد أفادني.. أشعر بالإحباط.

حيث أقف عاجزة عن لم شملي وأطفالي مع زوجي». وانضمت مروة إلى عشرات السيدات، اللواتي يعتصمن أمام مقر هيئة الشؤون المدنية، لرفع صوتهن عالياً، والمطالبة بإنهاء معاناتهن، فالجزء الأكبر من المعتصمات، لا يحملن هوية رسمية، ودخلن غزة على سبيل الزيارة، وترفض إسرائيل عودتهن للضفة.

كبار وصغار اعتصموا أمام مقر الهيئة، ولكل واحد منهم قصة نسجها الانقسام، ورسختها إسرائيل كواقع مفروض منذ سنوات، وليس بمقدور هؤلاء الصمود أمام هذه المعاناة التي تستنزف أموالهم في تأمين السكن والمعيشة، وقد طرقوا جميع الأبواب المغلقة.

قبل أشهر أصدرت إسرائيل، باتفاق مع السلطة الفلسطينية، لم الشمل لما يقارب من 1000 مواطن من غزة. هناك من توفي قبل أن يحصل عليه، وهناك من ينتظر.

 

Email