الرصاص الطائش موت يحلق فوق رؤوس الليبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن المواطن الليبي ربيع النعاجي يعتقد للحظة واحدة أن الموت سيترصده من حيث لا يدري وهو يقوم بجولة وسط مدينة تاجوراء رفقة زوجته وابنه الصغير، ففي جزيرة إسبان كان النعاجي أول من أمس ، يقود سيارته بحثاً عن مكان يركنها فيه، عندما أصابته رصاصة طائشة في رقبته ففجرت وريده وجعلت دماءه تنزف بقوة وسط صراخ الزوجة والابن وذهول المارة الذي لم يصدقوا هول المشهد. 

وقالت مديرية أمن مدينة تاجوراء الواقعة 21 كلم إلى الشرق من طرابلس، إن مقذوفاً طائشاً مجهول المصدر أصاب مواطناً وأدى إلى وفاته بالقرب من جزيرة أسبان. وبعد تحقيقات أولية، أوضحت المديرية أن ربيع النعاجي قد توفي بالقرب من جزيرة إسبان بعد إصابته بمقذوف من نوع 14.5 صادر عن مسرح تدريبات لقوات الردع الخاصة داخل قاعدة معيتيقة الذي يوجد إلى الشرق من العاصمة طرابلس، وأضافت المديرية أنه بعد جمع المعلومات الأولية، وبالاستناد إلى الوقائع التي حدثت في السابق وحسب شهود عيان، اتضح بأن المقذوف صادر من داخل أسوار معيتيقة من الجهة الغربية.

وانتقد ناشطون ليبيون استمرار عبث الميليشيات في غرب البلاد وفشل السلطات الحكومية في ضبط ظاهرة الرصاص المنفلت التي تتسبب في سقوط القتلى وتسجيل الإصابات في صفوف المدنيين الذين لا يزالون يدفعون ثمن الصراع المستعر منذ أكثر من 11 عاماً.

كما شهدت طرابلس الاثنين الماضي، حادثة مؤلمة، عندما تعرض الشاب ناجي سالم القمودي من ضاحية زناتة إلى رصاصة طائشة في يوم زفافه أدت إلى وفاته بعد دقائق من نقله إلى المستشفى، وهو ما جعل الزفاف يتحول إلى مأتم، والزغاريد تتحول إلى نواح وعويل. 

وفي بنغازي، شرق البلاد، أعلن عن مقتل لاعب كرة القدم بفريق التحدي لفئة الآمال محمد العوامي عن عمر يناهز17 عاماً جراء إصابته برصاصة عشوائية، لكن التحقيقات اللاحقة قالت إن العوامي لم يقتل وإنما انتحر بإطلاق النار على نفسه من سلاح ناري، وأضافت مصادر أمنية أن ملف القضية تم تسليمه لمركز شرطة ضاحية بوعطني نظراً لوقوع القضية في نطاق اختصاصه وطبقاً لمحل سكن العوامي.

ومنذ بداية يونيو، تم تسجيل ما لا يقل عن ست ضحايا للرصاص الطائش في طرابلس وسرت وسبها وبنغازي، فيما يخشى المراقبون ارتفاع عدد الضحايا مع انتشار ظاهرة الأعراس خلال فصل الصيف، حيث يصبح إطلاق النار عشوائياً من الظواهر المخلة بأمن واستقرار السكان المحليين. 

ولا يزال السلاح المنفلت يمثل المصدر الأول للموت في ليبيا في ظل اتساع ظاهرة الإفلات من العقاب، وفشل الدولة في فرض قوانينها المدنية على جميع أرجاء البلاد، واستمرار سيطرة الميليشيات المسلحة على نطاق واسع من المناطق الآهلة بالسكان ولاسيما في مدن الساحل الغربي. 

وبحسب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا فإن القتل خارج نطاق القانون حصد أرواح 173 شخصاً خلال الفترة من يناير وإلى مايو الماضي في عموم ليبيا.

 

Email