«يورانيوم للتصدير».. هل يصبح الأردن بنك الوقود النووي في المنطقة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت تصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، جدلاً بالشارع الأردني حيث أشار في تصريحه إلى أن «الأردن في العقود المقبلة سيصبح مصدراً رئيسياً للوقود النووي ليس لتغطية حاجته فقط، وإنما لدول الإقليم العربي في المنطقة»، خصوصاً أن استغلال ما يسمى بالكعكة الصفراء كان عالقاً منذ أكثر من عشرة أعوام.

تصريحات طوقان أعادت إلى الساحة أهمية استغلال اليورانيوم ودعم الاقتصاد الأردني في ظل الكميات الهائلة من اليورانيوم بحسب وصف الخبراء، فالكميات المتواجدة وضعت الأردن في المرتبة الحادية عشرة عالمياً بين دول العالم، إذ يبلغ الاحتياطي المقدر أولياً في الأردن من اليورانيوم نحو 65 ألف طن.

أكد مدير المفاعل الأردني للبحوث والتدريب، ومفوض مفوضية مفاعلات البحوث النووية د. سامر قاهوق، أن اليورانيوم يعد ثروة استراتيجية وسيشكل المادة الأساس لوقود محطات الطاقة النووية الأردنية التي ستبنى مستقبلاً، إضافة إلى أن الأردن بما لديه من مخزونات إضافية من خام اليورانيوم سيصبح مركزاً لبنك وقود نووي إقليمي للمنطقة والإقليم، فالكميات التي لديه مبشرة، وهي تستخدم للأغراض السلمية وليس العسكرية.

وأوضح قاهوق في تصريحات لـ«البيان» أن الشوط الذي قطعته هيئة الطاقة الذرية لاستخلاص اليورانيوم هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لا سيما أن العالم سيتجه تلقائياً للبحث عن مصادر أخرى للطاقة نتيجة التغيرات المناخية، وفي منطقة سواقة – وسط الأردن - تشير التقديرات إلى أنه يوجد ما لا يقل عن 41 ألف طن من اليورانيوم الخام، وهنالك مناطق أخرى بلا شك تحتاج إلى الاستكشاف واستحداث طرق الاستخلاص.

وأردف قائلاً «بالطبع اليورانيوم مصدر للطاقة وستسخر لفائدة البشرية، وفي الأردن ينظر إلى توليد الطاقة الكهربائية كهدف أساسي، علاوة على تحلية المياه، ومن هنا فإن الفوائد الاقتصادية التي ستعود على الأردن كبيرة، خصوصاً مع نجاح استخدام هذه الطاقة في المستشفيات والمؤسسات الصحية، والأدوية، ولكن يجب أن تكون الكميات كبيرة وتجارية».

وفي هذا العام أعلنت شركة تعدين اليورانيوم الأردنية إنتاج 20 كيلوغراماً من الكعكة الصفراء بكفاءة عالية بعد معالجة 160 طناً من خام اليورانيوم الموجود في منطقة وسط الأردن.

وبحسب المدير العام للشركة الدكتور محمد الشناق بعد الدراسات الجيولوجية والاستكشافية للشركة لتحديد كميات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن تبين وجود ما يزيد على 41 ألف طن من أكسيد اليورانيوم (U3O8)، وبمعدل تركيز 150 جزءاً بالمليون، وجرى تبويب 42 ألف طن من الكعكة الصفراء على أعوام طويلة من عمل الجيولوجيين بدأت منذ عام 2009.

وأكد الشناق وهو مدير الشركة الوحيدة في الأردن لتعدين المصادر المشعة في تصريحات لـ«البيان»، في أن كل كيلو غرام من الكعكة الصفراء يعادل 50 برميل نفط؛ بمعنى أنه لو فرضاً زرعنا الأردن مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء نحتاج فقط لـ 400 طن لإضاءة كل الأردن، ويعطي طاقة بما يعادل تقريباً 60 ألف كيلو واط/ساعة، وتكافئ هذه الكمية 8 أطنان من الفحم الحجري أو 5 أقدام مكعبة من الغاز الطبيعي.

وأوضح الشناق أن اليورانيوم يعد ثروة طبيعية للأردن مثل البوتاس والفوسفات، ومصدراً إضافياً للطاقة، ويجب استثمار وجوده لرفد خزينة الدولة، ومن المأمول أن يصبح الأردن بنكاً للوقود النووي في المنطقة والإقليم.

Email