بعد استقالة الكتلة الصدرية..«أوزان» جديدة للقوى السياسية في البرلمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مستغرباً لدى كثير من المراقبين السياسيين، انفراط عقد «التحالف الثلاثي»، الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، وقد جاءت مبادرة الانفراط من الصدر، قبل أن يسبقه الآخرون، فيما كان الطرف الآخر «الإطار التنسيقي» ينشط في عقد اللقاءات والمشاورات، حتى مع الكتل التي لا تمتلك أكثر من مقعد واحد.

ويرى مراقبون، أن الصدر أعرب عن «أسفه» لأن مواقف الشركاء كانت مغايرة لما يصبو إليه، من دون الالتفات إلى أن عدداً من مسؤولي كتلته بدأوا يتصرفون كأن الدولة ملكهم، انطلاقاً مما ردده الصدر مراراً وتكراراً، بأن «الحكومة المقبلة صدرية»، ما أثار استياء قواعد الشركاء، ومخاوف المنافسين.

وبحسب المحلل السياسي ساهر عبد الله، أنه كان أحد المنبهين إلى تذمر كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني من تجاهل التيار الصدري لرئيسه مسعود بارزاني، والتصرف تجاهه كتابع للصدر، أو أنه أصبح «صدرياً» لانعدام دوره في التحالف الثلاثي. ويقول عبد الله، إن الصدر ضَمن ولاء نواب كتلته بتقديمهم الاستقالة من مجلس النواب إليه، حتى لا يتراجع أي واحد منهم عند تقديم الاستقالات، فيما عقد اجتماعاً استثنائياً مع قادة من طرفي التحالف الآخرين، ليبلغهم بقراره تقديم استقالة النواب الصدريين إلى رئاسة البرلمان، إلا أنهم لم يتجاوبوا معه، بل طلبوا منه التريث، من دون جدوى.

من جانبه، يؤكد النائب عن الكتلة الصدرية مهند الخزعلي، أن قرار الاستقالة من مجلس النواب لا رجعة فيه، مبيناً أن «البقاء في عملية سياسية بائسة يشترك فيه الجميع غير ممكن».

وفي حين أكد رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أن استقالة نواب الكتلة الصدرية التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر، أصبحت «نافذة»... أطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تغريدة أشبه بتغريدة الوداع، متحدثاً فيها عن إنجازاته في الحكومة، قائلاً، «أدينا الواجب الذي استدعينا من أجله في خدمة شعب العراق العظيم ولم نتردد أو نتقاعس أو نساوم على حساب المصلحة الوطنية، ولم نقدم مصالحنا على مصالح شعبنا، كما لم ننجر إلى المساجلات والمزايدات». وتابع «أوصلنا الوطن إلى انتخابات حرة نزيهة ووضعنا بصبر أسس تجاوز الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية الكبرى رغم العراقيل الداخلية والتحديات الخارجية، وأعدنا العراق عزيزاً إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، وفتحنا طريق مكافحة الفساد والمفسدين واستعادة الدولة من براثن اللادولة، وأخرسنا الإرهاب وخلاياه». وبحسب خريطة المقاعد الجديدة المفترضة في البرلمان، فإن ائتلاف دولة القانون سيكون صاحب أعلى المقاعد، فيما سيكسب المستقلون 20 مقعداً إضافياً. بالمقابل ستصعد 6 قوى جديدة إلى البرلمان كانت قد فشلت بالحصول على مقاعد، من بينها 3 أحزاب على الأقل ذات صلة بــ «الإطار». وتظهر الإحصائيات الأولية، إن الإطار التنسيقي، الذي يزعم بأنه يملك 88 مقعداً، ستصل مقاعده إلى نحو 120 مقعداً، بإضافة 30 مقعداً على الأقل، وسيحصل ائتلاف دولة القانون على 13 مقعداً، ليصل إلى 46 مقعداً، وبذلك يتفوق على أقرب منافسيه، بعد الصدريين، وهو تحالف تقدم الذي يمتلك 37 مقعداً.

أما تحالف الفتح الذي يمتلك 17 مقعداً، فسيزيد عدد مقاعده بنحو 12 وسيصبح إجمالي مقاعده 29 مقعداً، وسيزيد تحالف قوى الدولة، وهو التحالف بين تيار الحكمة وائتلاف حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق، مقاعده إلى 11 مقعداً بعد إضافة 7 نواب إلى الـ 4 الذين فازوا عن التحالف، كما ستقفز حركة حقوق، وهي تابعة لكتائب حزب الله، إلى 6 مقاعد بدلاً من مقعد واحد، أما تحالف تصميم بزعامة محافظ البصرة أسعد العيداني، وهو التحالف المنقسم بين «التيار» و«الإطار»، فسيحصل على مقعد إضافي، ليكون مجموع مقاعده 10، وسيحصل تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي على مقعدين إضافيين في بغداد، ليكون مجموع مقاعده 39، وستزيد مقاعد المستقلين 12 مقعداً، بإضافة 7 مقاعد إلى حركة امتداد التي تواجه انشقاقات، ومقعد إضافي إلى إشراقة كانون.

وستصبح مقاعد النهج الوطني (حزب الفضيلة سابقاً)، 4 بدلاً من مقعد واحد، وتحالف العقد برئاسة فالح الفياض رئيس هيئة الحشد، سيزيد إلى 8 مقاعد بدلاً من 4، وستزيد بالمقابل مقاعد تيار الفراتين برئاسة وزير حقوق الإنسان السابق والنائب محمد شياع السوداني إلى 4 مقاعد بدلاً من مقعد واحد.

وستعطي مقاعد الصدريين الشاغرة فرصة لأول مرة لحركة الوفاء العراقية برئاسة المرشح السابق للحكومة عدنان الزرفي مقعدين في البرلمان، ويحصل المحافظون برئاسة وائل الشمري وهو قائد ما يعرف بـ«حشد الدفاع» على أول مقعد في البرلمان، وأول مقعدين في البرلمان لحركة قادمون للتغيير وهو أكبر تيار سياسي شارك بعدد المرشحين في الانتخابات الأخيرة بنحو 180 مرشحاً لم يفز منهم أي مرشح. بالإضافة إلى أول مقعد لحركة النور، برئاسة محمد الهنداوي النائب السابق في دولة القانون وعراب امتيازات مخيم رفحاء، وأول مقعد لتجمع الفاو زاخو برئاسة وزير النقل السابق عامر عبد الجبار، وأول مقعد للحزب المدني برئاسة النائب السابق عن دولة القانون حمد الموسوي، وكذلك لحركة العراق الوطنية.

Email