استطلاع « البيان »: مشاريع الشراكة العربية تمهّد الأرضية لتكامل اقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمر العالم حالياً بفترة مليئة بالأزمات وبمتغيرات كبيرة، وموازين جديدة، وتحالفات صعبة، وهو ما يؤكد أكثر من أي وقت مضى على ضرورة بناء تكامل عربي قوي لمواجهة كل هذه التحديات وبناء ثقل عربي مؤثر على الصعيد العالمي من خلال مشاريع شراكة ومبادرات من شأنها أن تقوي هذا الكيان.

وعبر استطلاع أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» أكد 67 في المئة من المستطلعة آراؤهم عبر الموقع أن مشاريع الشراكة بين دول عربية عدة في الأسابيع الأخيرة من شأنها أن تؤسس لأرضية للتكامل الاقتصادي وهو ما أيده 57.1 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عبر «تويتر»، فيما قال 33 في المئة من المستطلعة آراؤهم عبر الموقع إن مشاريع الشراكة تؤسس لتعاون عربي شامل، وهو ما ذهب إليه أيضاً 42.9 في المئة عبر «تويتر».

توثيق العلاقات

وفي قراءة لنتائج الاستطلاع، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات «إنّ مشاريع الشراكة العربية ستزيد التعاون في مختلف المجالات، بما فيها بوابة التكامل الاقتصادي التي ستعود بالفائدة على الدول المشاركة في أي مشروع، فالشراكة ستعمل على توثيق العلاقات وفتح المزيد من الآفاق التي ستصل حتماً إلى المجالات السياسية وغيرها، وفي حال نجاح التعاون على أرض الواقع فاحتمالية اتساع هذه المشاريع ستكون كبيرة لتشمل كل الدول العربية».

وأضاف شنيكات قائلاً: «لا توجد دولة في هذا العصر من الممكن أن تحل مشكلاتها والقضايا التي تواجهها لوحدها مهما كانت إمكانياتها وقدراتها، فالتضامن يعد ضرورة لا بد منها، وبيّن أنه لابد أن يكون للعرب مشروعهم الخاص بهم المنطلق من تاريخهم وهويتهم المشتركة، فهذه المشاريع تحافظ على القواسم المشتركة وتعززها». واختتم شنيكات تصريحاته بالقول: «إن الدول العربية بحاجة ماسة إلى الشراكة التي سيكون لها دور أساسي في ترميم وتعزيز إمكانيات الدول التي تحتاج لذلك، وإنعاش اقتصادات دول أخرى، وستعمل على التقليل من فرص النزاعات والصراعات في داخل الدولة ذاتها أو بين الدول، وسيكون لها اثر إيجابي على خفض التطرف والإرهاب، بحكم توفر الفرص التي أوجدتها المشاريع».

مرحلة متقدمة

أما مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض فيرى أن المشاريع الاقتصادية تعمق العلاقات السياسية بين الدول بلا شك وتقود نحو المزيد من التقارب بين الدول العربية، والتعاون بين الدول يعد بداية الطريق نحو التكامل الاقتصادي الذي يعتبر مرحلة متقدمة من التضامن والاتفاق. وأوضح عوض أن هنالك تحديات تواجه هذه المشاريع، من بينها تحدي التطبيق وأيضاً الاستمرارية، علاوة على تأثير الظروف السياسية النابعة من الصراعات بين الدول الكبرى في المنطقة، وهذا العامل يعتبر الخطر الرئيسي لأي مشاريع تكامل اقتصادي.

Email