«صبانة طوقان» 150 عاماً في صناعة الصابون النابلسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر صناعة الصابون النابلسي علامة فارقة في عالم الصابون، صناعة امتدت لأكثر من ألف عام، مرتبطة بمدينة نابلس التي يعانق ترابها أكثر من مليوني شجرة زيتون مباركة، فوفرة زيت الزيتون كانت السبب الرئيسي في توفير بيئة مناسبة لصناعة أعرق صابون عرفه العالم. 

صبانة الطوقان، واحدة من أهم وأعرق مصانع الصابون التقليدية في المدينة، تأسست عام 1872 على يد الأخوين حافظ وعبد الفتاح طوقان، ثم انتقلت إلى الأبناء والأحفاد، وصفت قديماً ببوابة البلدة القديمة في مدينة نابلس، حيث كل زائر للمدينة لا بد أن يمر بجانبها ويشتم عبق الصابون النابلسي الأصيل، وتأخذه إلى عبق تاريخ يمتد حوالي 150 عاماً. 

لم تستغن صبانة طوقان عن الطريقة التقليدية في صناعة صابونها النابلسي بمكوناته الطبيعية، فهي ليست صناعة فقط، وإنما تاريخ نابلسي عريق يسوق في أسواق الضفة الغربية وخارجها. 

نائل القُبّج مدير صبانة طوقان يقول لـ «البيان»، يتميز الصابون النابلسي عن غيره من الأنواع الأخرى بلونه الأبيض، يحضر من زيت الزيتون والصودا الكاوية، ويتم تحريك الصابون في مرحلته الأولى من خلال مروحة تعمل على الكهرباء بعد أن كان ذلك يتم يدوياً والشيء الآخر النار المستخدمة في السابق كانت من الحطب والجفت، أما اليوم فهي تعمل على الديزل. 

وعن مراحل صناعة الصابون لفت القبج إلى أنه يمر بحلقة مميزة من الترتيبات والإجراءات حتى يخرج المنتج إلى السوق، وهي: الطبخ والبسط والتخطيط والختم والتقطيع والتجفيف والتغليف، وتبدأ المرحلة الأولى بوضع مكونات الصابون من زيت الزيتون والصودا في وعاء كبير يتسع لحوالي أربعة أطنان في المرة الواحدة ثم إشعال النار تحته في عملية تستمر لخمسة أيام بشكل متقطع، حتى الوصول إلى القوام المطلوب، ثم يمد على الأرض إلى أن يجف بعض الشيء، يتم تقطيعه يدوياً إلى قطع متساوية تصل في الطبخة الواحدة إلى حوالي 36 ألف قطعة، وبعد هذه العملية يتم ترتيب قطع الصابون بطريقة تسمى التنور، وهو عبارة عن شكل مخروطي يكون الهدف منه المساعدة على أن تجف القطع بشكل أسرع، وتحتاج لجفافها نحو شهرين، لتبدأ بعد ذلك عملية التغليف والتي تجري أيضاً يدوياً. 

 ومن الجدير بالذكر أن الكثير من المؤرخين يرجع تاريخ صناعة الصابون في نابلس إلى أكثر من 1000 عام، مستدلين بذلك على العديد من الكتابات التي دونها الرحالة والمؤرخون القدماء، الذين أكدوا أن الصابون كان يصنع في المدينة ويحمل إلى سائر البلاد ليكون في ذلك عملة مهمة في الاقتصاد الفلسطيني.

Email