التغير المناخي يهدد سوريا.. جفاف كل 3 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت التغيرات المناخية تزحف إلى دول الحروب في الشرق الأوسط، بينما تعاني هذه الدول مسبقاً على مدار عقد من الزمان من حروب أضرت بالمناخ والبيئة وقطاعات الزراعة التي تعتبر المتنفس الوحيد لمقاومة المتغيرات المناخية، حتى أصبحت على حافة الجفاف.

سوريا، إحدى هذه الدول التي ستعاني كثيراً من التغيرات المناخية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذا العام وقلة المصادر المائية، ناهيك عن تراجع واضح في قطاع الزراعة، خصوصاً قطاع الزراعات الاستراتيجية مثل القمح، الذي أصبح يوازي أهمية النفط لما عليه من طلب.

ناقوس الخطر

تقارير غربية تدق ناقوس الخطر في سوريا، حيث أفادت تقارير إعلامية دولية، أن المزارعين في شمال شرق سوريا أصابهم اليأس بسبب الجفاف، حيث عمد عدد من المزارعين لبيع محاصيلهم وإنتاج حقولهم إلى رعاة الأغنام، بسبب ارتفاع تكلفة جمع المحصول، بالإضافة إلى تكاليف الزراعة، بينما هامش الربح لا يسد التكاليف المهدورة، وهذا ما جعل المزارعين يعكفون عن الزراعة.

مضر الجاسم مزارع في شمال شرق سوريا، في محافظة دير الزور، يقول إن التكاليف السنوية لإنتاج القمح كانت باهظة، فضلاً عن ارتفاع سعر الأسمدة الكيماوية والوقود، الأمر الذي جعل أرباح المحصول توازيه إلى حد كبير، وهذا لا يشجع على الاستمرار في العمل الزراعي، ناهيك عن الجهد الكبير الذي نقدمه.

مضر، يفكر في ترك القطاع الزراعي أو العمل على تأجير أرضه التي تبلغ 200 دونم إلى مزارع آخر وينصرف إلى أعمال أخرى، لكنه في الوقت ذاته يقول من الصعب إيجاد أحد اليوم يعمل في القطاع الزراعي في ظل تراجع مياه نهر الفرات وبقية الأنهر الأخرى.

 جفاف

ووفق تقرير نشرته منظمة «IMMAP» الدولية المتخصصة في إدارة البيانات في أبريل الماضي، فإن انخفاض إنتاج القمح في سوريا يعود إلى «الجفاف الناجم عن تغير المناخ، وشهدت معظم أجزاء شمال شرقي سوريا فترات جفاف طويلة خلال مواسم المحاصيل الشتوية، والتي جففت الكثير من محصول القمح النامي».

ورجح التقرير أن تكون سوريا أول المتضررين من التغير المناخي، حيث من المتوقع أن تعاني مناطق شمال شرق سوريا من الجفاف على المدى الطويل، بمعدل مرة كل ثلاث سنوات، بينما سينخفض هطول الأمطار بنسبة 11 % خلال العقود الثلاثة المقبلة، وستكون انعكاسات ذلك كارثية على البلاد.

Email