الخرطوم تتحول إلى ثكنة عسكرية في ذكرى فض الاعتصام
تحولت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الجمعة إلى ثكنة عسكرية، وذلك تحسباً لتظاهرات معلنة من قبل لجان المقاومة، تزامناً مع الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة في الثالث في يونيو 2019، إذ راح في العملية العشرات من المعتصمين الصائمين أمام بوابات القيادة العامة للقوات المسلحة.
وانتشرت قوات الجيش وبقية الأجهزة الأمنية بكثافة وسط الخرطوم وحول المواقع الاستراتيجية، وأحيطت القيادة العامة بسياج أمني محكم، إذ تم إغلاق كل الشوارع الرئيسية والفرعية المحيطة بها بالحواجز الأسمنتية والأسلاك الشائكة، كما تم قفل شارع المطار وهو أحد أكبر الشوارع بالعاصمة الخرطوم، بسيارات الدفع الرباعي المحملة بالأسلحة.
إغلاق
واستبقت السلطات في الساعات الأولى من صباح الجمعة التظاهرات بإغلاق كافة الجسور النيلية الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، أمام حركة المرور عدا جسري الحلفايا وسوبا، وأعلنت أن الإجراءات تأتي في إطار التدابير التي اتخذتها السلطات الأمنية للحفاظ على أمن وسلامة مواطني ولاية الخرطوم وحفاظاً على ممتلكاتهم وتحسباً لما يمكن أن يحدث من أعمال تخل بالأمن والسلامة العامة خلال مواكب إحياء ذكرى فض الاعتصام.
وتأتي ذكرى فض الاعتصام الثالثة في ظل تصعيد متواصل في الشارع استمر لأكثر من سبعة أشهر في أعقاب القرارات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة القائد العام، والتي أبعد فيها المكون المدني عن السلطة الانتقالية بعد أن ألغى بنوداً في الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية، فيما لم تفلح المساعي حتى الآن في إيجاد مخرج يهدئ من توتر الشارع وينهي حالة الانسداد السياسي التي تشهدها البلاد.
العدالة
وأكدت لجان المقاومة بولاية الخرطوم وهي الأجسام الشبابية التي تحرك الاحتجاجات، أن تظاهرات اليوم تأتي تأكيداً لمبدأ المحاسبة والعدالة، وتسليم الجناة المتورطين في فض الاعتصام إلى الجهات العدلية، وشددت على سلمية التظاهرات التي حددت لها عدة نقاط بمدن العاصمة الخرطوم الثلاث، ودعت للاعتصام ليوم واحد، كما أعلنت استمرار حراكها المطالب بدولة مدنية.
