جهود سياسية لتهدئة الوضع في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما حملت الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في مدينة القدس، قدراً متزايداً من التصعيد أخيراً، فإن ثمة حراكاً سياسياً بدأ ينشط، بهدف جلب الهدوء إلى المنطقة، ودفع كل ما من شأنه يرمي إلى التوتر.

وفي الأوضاع الحالية، ما يستوجب اتخاذ إجراءات ميدانية، خصوصاً في ظل تراجع الاحتمالات الإيجابية، ومن هنا بدأت تنهض مبادرات أمريكية ودولية وعربية، لتفادي تعريض المنطقة للتوتر وإسالة الدماء وزعزعة الاستقرار.

أولى هذه المبادرات، جاءت من الأردن، حيث زار وزير خارجيتها أيمن الصفدي رام الله، والتقى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حاملاً مقترحات لإجراءات جادّة، للتغلب على الوضع السياسي والميداني الصعب، والذي لا يمكن احتماله «وفق وصفه».

وفي الاتصال الأخير بينهما، أكد الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سعيهما الحثيث لتنفيذ ما تم التوصل إليه في مايو الماضي، من اتفاق لوقف إطلاق النار والمضي قدماً في تثبيته، وبذل كل الجهود الممكنة لمنع تدهور الأوضاع إلى مواجهة شاملة، من المؤكد أن أحداً لن يدفع ثمنها وحيداً.

 زيارة

ومما رشح من معلومات، فإن بلينكن سيزور المنطقة قريباً، لإجراء لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، لبحث سبل التهدئة ووقف التصعيد، أكان في الضفة الغربية والقدس، أو قطاع غزة، علاوة على مواصلة عمل الجانبين الفلسطيني والأمريكي لإزالة العقبات التي تعترض تطوير العلاقات بينهما، بما ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار المنطقة.

وفيما تقول الحكومة الإسرائيلية إنها ستلتزم بضبط النفس، حيال أي هجمات فلسطينية، فإن الفلسطينيين يرون أنهم هم الذين يمارسون ضبط النفس أمام الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وحسب مراقبين، فإن ما يجب على الجانبين أن يدركانه، هو أن السبيل إلى التهدئة يكمن في العودة إلى العملية الدبلوماسية على أسس عادلة وذات مصداقية، وأن يبادر كل منهما إلى تنفيذ تعهداته والتزاماته، وصولاً إلى تحقيق التطلعات بالعيش بقدر متساوٍ من الأمن والاستقرار.

ويجمع محللون ودبلوماسيون، على أن الاتصالات السياسية التي نهضت أخيراً، ستكون بمثابة المؤشر على ما سيحدث من تداعيات واحتمالات، لن يطول الوقت كي تتضح الصورة بشأنها، ويبقى التعويل على الضغوط الدولية المستمرة على الجانبين لضبط النفس.

Email