سوريا.. خطر مائي وسدود على شفا الانهيار

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع إعلان مركز التنبؤ الجوي في سوريا، خلال اليومين الماضيين عن ارتفاعات متتالية على درجات الحرارة لتتجاوز معدلاتها مع بداية الأسبوع المقبل، يعود السؤال مجدداً إلى الوضع المائي في سوريا وسط معاناة تضرب كل المناطق السورية ومسطحاتها المائية من الشمال إلى الجنوب.

المياه، باتت السؤال الأبرز في سوريا مع مجيء الصيف والخوف على الأمن الغذائي والقطاع الزراعي، خصوصاً بعد تراجع منسوب مستوى المياه في نهر الفرات المصدر الأول للمياه في سوريا.

لا يتوقف الأمر على نهر الفرات، إذ تعاني سدود سوريا أخرى من حالة التصدع، ففي الأسبوع الماضي تعرض سد بلدة تسيل بريف درعا الغربي لعملية تخريب مجهولة، يعزو بعض المختصين سببها إلى غياب الإمكانيات لترميم ما تعرضت له السدود خلال السنوات الماضية الأمر الذي يهدد الأمن المائي في سوريا.

سد تسيل، الذي يعتبر من أهم السدود في الجنوب السوري قرب الحدود السورية الأردنية، تعرض لخلل في البناء ما أدى إلى فيضان مياه السد باتجاه المناطق المجاورة، ومنها باتجاه نهر «اليرموك» لتذهب مياهه إلى سد «الوحدة» على الحدود السورية - الأردنية.

وتزداد المخاوف على الثروة المائية في سوريا، لا سيما في الجنوب السوري الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة، بعد ثاني عملية تخريب للسدود في الجنوب، حيث طالت عمليات تخريب سد «سحم» الذي لا تزال المياه تتدفق منه باتجاه وادي اليرموك أيضاً، ما يصب في مصلحة الأردن، رغم محاولات مديرية الموارد المائية في درعا إصلاح الضرر فيه.

مصادر محلية في درعا، تشير إلى عمليات تخريب متعددة من جهات مجهول للثروة المائية في درعا، وتؤكد مصادر إعلامية محلية أن مجهولين أقدموا على كسر وخلع أدوات في سد «تسيل»، الأمر الذي صعد مخاوف المزارعين في المنطقة.

سوريا التي كانت تقدم المساعدة المائية للجار الأردن، باتت اليوم في خطر مائي محتمل نتيجة ضعف البنية التحتية وعمليات التخريب المتعمدة، حيث ضخت سوريا في العام 2002 إلى الأردن، ثلاثة ملايين متر مكعب من مياه سد «سحم» لمساعدة الأردن في حل أزمته المائية.

وتتزامن هذه الأزمات مع مجيء صيف ساخن إلى سوريا وفق مراكز التنبؤ الجوي، فيما يعاني القطاع الزراعي الشهير في سوريا من تدهور خطير لم يسبق له مثيل، في الوقت الذي تدق فيه أزمة الغذاء ناقوس الخطر في كل دول العالم.

Email