جهود دولية لإبعاد شبح الحرب في ليبيا

شاحنات محترقة بالكامل خلال الاشتباكات في طرابلس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال أحداث فجر الثلاثاء الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، تثير المخاوف من نتائجها وارتداداتها المحتملة في ظل اتساع دائرة السجال الحاد حول دوافعها، واستمرار حالة التجييش بالمنطقة الغربية، لا سيما بعد ظهور نذر مواجهات دموية بين الميليشيات التي تنقسم ولاءاتها بين الحكومتين المتنافستين. وتسعى بعض القوى الدولية للحصول على ضمانات من طرفي النزاع بعدم الدفع نحو حرب جديدة في البلاد، فيما دعت الناطقة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة، إلى عدم الانجرار وراء أي صدام مسلح وإلى المحافظة على الاستقرار الأمني، مشيرة إلى أن المجلس الرئاسي أصدر أوامره الصارمة لكافة الوحدات العسكرية بعدم التحرك إلا بأوامر مسبقة، مؤكدة أن الحل الذي يراه المجلس هو أن يكون توافقياً بين كافة الأطراف بعيداً عن أي صدام مسلح.

اتصالات مباشرة

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن أطرافاً إقليمية ودولية أجرت عدداً من الاتصالات المباشرة مع رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا للحصول منهما على ضمانات بعدم التورط في حرب أهلية جديدة بغرب البلاد، وأعربت عن مخاوفها من العودة إلى حالة الاحتراب الأهلي بسبب الصراع على الحكم.

وأكدت المصادر أن تحذيرات جدية وصلت إلى قادة الميليشيات من إمكانية تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتسليط عقوبات مشددة على كل من يساهم في إشعال فتيل المواجهة المحتملة في طرابلس ومدن الساحل الغربي، وتابعت أن قوى دولية مؤثرة في المشهد الليبي استنتجت وجود مخطط لدى بعض الجماعات المسلحة لتوتير الأوضاع والتحريض على العودة إلى مربع العنف.

إجراءات صارمة

وفي الأثناء، أكد باشاغا التزام حكومته بمبدأ الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وسلامة المدنيين، وقال إنه ناقش في اتصال مع سفيرة المملكة المتحدة لدى ليبيا كارولين هورندال التصعيد العسكري الذي أقدمت عليه جماعات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة منتهية الولاية، مردفاً: «تطرقنا إلى الحديث عن دعم بعض المؤسسات المالية للعمليات العسكرية في طرابلس، حيث شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة إزاء ذلك»، وفق تعبيره.

وبالتزامن مع الاتصالات الأمريكية والبريطانية والأممية مع طرفي النزاع، علمت «البيان» أن عدداً من قادة الميليشيات في طرابلس ومصراتة والزاوية والزنتان أبلغوا الحكومة الجديدة التي بدأت تباشر مهامها من مدينة سرت، باستعدادهم للانخراط في مشروع المصالحة الوطنية وفي توحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية لقطع الطريق أمام أية محاولات فردية للسيطرة على مقاليد السلطة في البلاد، ورفضهم المطلق لأي صراع دموي جديد في طرابلس، وهو ما يشير إلى وجود تصدع في جبهة الجماعات المسلحة بالمنطقة الغربية.

Email