«أستانا» السوري يبحث عن موطئ قدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما تنشغل روسيا بالحرب في أوكرانيا، يبقى الملف السوري بشقيه السياسي والعسكري غير محسوم حتى الآن، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الإقليمية للحفاظ على أدنى مستوى للأزمة السورية، سواء من خلال المشاورات السياسية أو العسكرية.

وفي الوقت الذي يقترب فيه موعد انعقاد مشاورات خفض التصعيد في الشمال السوري، تحاول إيران جذب هذه المشاورات إلى طهران، على الرغم من الرغبة الروسية في عقد هذه المشاورات في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.

وفي مسعى إيران لاستضافة مشاورات «أستانا»، كشف السفير الإيراني في روسيا، الجمعة، في تصريح صحفي لوسائل إعلام روسية، عن استعداد بلاده لإجراء محادثات «أستانا» بشأن سوريا في طهران، بمشاركة رؤساء الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، نهاية الشهر الحالي كما هو مقرر.

وأفاد السفير كاظم جلالي أن "عملية التفاوض بصيغة أستانا على مستوى قادة الدول المشاركة فيها ستعقد في إيران، موضحاً أن إيران أعلنت بالفعل استعدادها لعقد هذه القمة في إيران بمشاركة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.

وعزا جلالي التأخير الطويل لعقد مفاوضات أستانا لانتشار فيروس كورونا وليس هناك أية عوائق أخرى، مبيناً أن هذه القمة يمكن أن تعقد عندما يتوصل الرؤساء الثلاثة إلى اتفاق، وإيران مستعدة لعقد هذه القمة على مستوى قادة روسيا وتركيا وإيران.

وللمرة الأولى تتضارب الأنباء حول انعقاد مشاورات أستانا، التي جرت العادة أن تنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، إلا أن طهران أبدت في وقت سابق استعدادها لاستضافة هذه المحادثات.

 وتتزامن هذه المشاورات مع انعقاد اللجنة الدستورية بين أطراف الصراع في جنيف نهاية الشهر الحالي، وسط توقعات بمواقف متقدمة تدفع باتجاه توافقات سياسية من شأنها أن تسهم في الحل السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها القرار 2254. إلا أن البعض ينظر إلى الملف السوري بتفاؤل حذر في هذه الفترة على وجه التحديد، في ظل التباعد الغربي الروسي حول العديد من الملفات السياسية والعسكرية خصوصاً في سوريا، ما يعني استمرار الجمود في الحالة السورية إلى حين هدوء التوتر في الساحة الأوكرانية.

 

Email