السودان.. بحث عن أرضية مشتركة للتفاوض

ت + ت - الحجم الطبيعي

سبعة أشهر والاحتجاجات متواصلة، فيما لا تزال كل مساعي الحل التفاوضي تراوح مكانها، برغم المبادرات الكثيرة التي طرحت من جهات داخلية وخارجية، في سبيل إيجاد أرضية مشتركة، يقف عليها الجميع، إلا أن حالة الانقسام التي تشهدها الساحة السياسية، حالت دون أن تصل تلك المبادرات إلى نتائج ملموسة، وحلول تعالج أزمة طوقت كل مناحي الحياة في البلاد، التي لا تزال تكابد مخاض الانتقال.

فالتظاهرات التي تنظمها كيانات شبابية، مثل تنسيقيات لجان المقاومة، تنحسر أحياناً، وسرعان ما تعود بشكل أكثر حدة، ولكنها متواصلة، على أية حال، منذ قرارات القائد العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، التي فرض فيها حالة الطوارئ، وأبعد شركاءه المدنيين عن السلطة، بعد أن ألغى بنداً من الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية

وثمة تساؤل حول جدوى الاحتجاجات في إزاحة الواقع الماثل، لا سيما أن الاحتجاجات استمرت لشهور، من دون أن تبلغ غاياتها، ما أدى إلى سقوط حوالي 95 قتيلاً في أوساط المتظاهرين، وإصابة المئات، والمتظاهرون رفعوا شعارات (لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة)، ما يعني أنهم أوصدوا الباب أمام الحلول السياسية، الأمر الذي يرى فيه مراقبون تضييقاً لفرص الحل، ووضع السلطة والمعارضة في حالة توهان سياسي، ما يعقّد مهمة الوساطة التي تقودها الآلية الثلاثية، المكونة من بعثة اليونيتامس والاتحاد الأفريقي منظمة الايقاد.

حراك منحسر

ويشير المحلل السياسي أشرف عبد العزيز، لـ «البيان»، إلى وجود انحسار في الحراك الاحتجاجي، لكنه متبوع بإصرار على المواجهة، لا سيما بعد أن أصبحت هناك مرجعية للمتظاهرين، بعد توقيع ميثاق سلطة الشعب، وهذه هي نقطة قوتهم، على حد قوله. ويلفت عبد العزيز إلى أنه في حال فشل التفاوض الذي تقوده الآلية الثلاثية، ستتصاعد المواجهة.

ويرى عبد العزيز أن هناك مؤثرات على الواقع السياسي، تعزز من استمرار الاحتجاج، رغم حالة الانحسار، أبرزها الأوضاع المعيشية الحالية، التي ستجعل الكتلة الصامتة متحركة تجاه المقاومة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتردي الخدمات، مثل قطوعات الكهرباء والمياه وغيرها.

رؤية واضحة

غير أن عبد العزيز يؤكد أن الطريقة التي تتعامل بها الآلية الثلاثية ذكية، وذلك بانتهاجها الجلوس غير المباشر مع الفرقاء، خاصة أن الأطراف غير راضية عن بعضها، وذلك الطريق، بحسب عبد العزيز، يسهل على الآلية بلورة رؤية واضحة من كل الأطراف، ومن ثم يمكن أن تبقى تلك الرؤية ورقة للتفاوض، تمكن من جلوس الأطراف على مائدة حوار واحدة، لا سيما أن هناك بعض التصريحات من قيادات قوى الحرية والتغيير، تشير إلى أن هناك طريقة ما للتفاوض.

وتصر تنسيقيات لجان المقاومة الفاعلة في الشارع، على استمرار الاحتجاجات الرافضة لوجود العسكريين في المعادلة السياسية، وأكدت في بيان لها، استمرار حراكها، الذي قالت إن به العديد من المفاجآت، كما أعلنت عن جدولة للتظاهرات لشهر مايو الجاري، بالعاصمة والولايات.

Email