فلسطين.. الانتخابات النقابية والجامعية «باروميتر» الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما من شيء يمكن له أن يدبّ الروح في الحياة السياسية الفلسطينية، مثل الانتخابات العامة، وفي كل مرة تجري فيها العملية الديمقراطية سواء كانت محلية أو نقابية، أو لمجالس طلبة الجامعات، يعود الحديث فلسطينياً عن ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات العامة، التي لم تجرِ في فلسطين منذ 16 عاماً.

ولم تعرف الساحة الفلسطينية ساسة ومشرّعين جدداً منذ انتخابات العام 2006، بينما كشفت الانتخابات المحلية والنقابية الأخيرة، عن رغبة جامحة لجيل جديد من «قادة المستقبل» في تكوين حياة سياسية، قوامها التعددية والتنوع، في حال أتبِعت بانتخابات برلمانية ورئاسية.

وأخيراً، حملت نتائج انتخابات نقابة المحامين ومجلس طلبة جامعة بيرزيت، في ثناياها رسائل حافلة بالدلالات والمعاني والمضامين، وأهمها ضرورة إجراء انتخابات عامة في فلسطين، لتجديد الدماء في العروق السياسية المتيبسة، وإفساح المجال أمام الكفاءات الشابة، كي تتبوأ مناصب قيادية، بما ينسجم وطاقتها وحيويتها، وقدرتها على التطوير والتغيير.

وأكدت العملية الديمقراطية، التي مارستها منذ مطلع العام الحالي، العشرات من الهيئات المحلية والنقابية الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني تواق لممارسة حقه الانتخابي، في شتى المستويات، ويرى فيها مراقبون «بروفة» حقيقية لرأي الشارع الفلسطيني، و«باروميتر» لشغفه في ممارستها قولاً وفعلاً، وقياس مزاجه العام، بعد أن ملّ إحباط وإجهاض أي محاولة لإجراء الانتخابات، خصوصاً للمجلسين التشريعي والوطني، والانتخابات الرئاسية.

عودة الروح

وبات الشارع الفلسطيني، يتطلع لأن تعيد الانتخابات النقابية والمحلية، الروح والانتعاش للحياة السياسية، لا سيما وقد أثبتت الانتخابات من جديد، أنها الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين لترتيب شؤونهم، من خلال إعطاء الفرصة لكفاءاتهم كي تقول كلمتها، ويكون لها صوت مسموع في شتى المحالات.

ومنذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة العام 2007، وانفردت السلطة الفلسطينية في حكم بالضفة الغربية، تجمدت الدماء في عروق الحياة السياسية، وأجهضت كل محاولات إحيائها، نتيجة لحجم التنافس المحموم بين الفصائل والأحزاب السياسية من جهة، والقيادات السياسية والمستقلة من جهة أخرى، وبعض هذه القيادات لا تخفي قلقها من خسارة مواقعها، في حال جرت الانتخابات.

ويدور جدل واسع في الشارع الفلسطيني، بشأن مستقبل النظام السياسي، في حال ظلت عجلة الانتخابات عصيّة على الدوران، وفي هذا الإطار، يرى القيادي الفلسطيني ووزير الإعلام السابق نبيل عمرو، أنه لن يكون بمقدور الفلسطينيين إعادة بناء نظامهم السياسي، إلا من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية، وللمجلس الوطني الفلسطيني.

Email