تقارير « البيان»

هل ينقذ اتفاق الحد الأدنى الحوار السوداني؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة تساؤل عن فرص نجاح الحوار السوداني – السوداني الذي تقوم بتيسيره الآلية الثلاثية المكونة من (بعثة يونيتامس، الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيقاد)، وبدأ بمحادثات غير مباشرة شاركت فيها قوى سياسية وقاطعتها أخرى، ففي الوقت الذي يحذر فيه مراقبون من مغبة عدم المشاركة في الحوار الجاري باحتسابه فرصة لاختراق حالة الانسداد، تتمسك قوى شبابية مؤثرة بموقفها المبني على شعار (لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة)، وتصر على مواصلة احتجاجها.

وانطلقت نهاية الأسبوع الماضي المحادثات السودانية - السودانية غير المباشرة والتي تقوم بتيسيرها بعثة يونيتامس (بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان) والاتحاد الإفريقي وإيقاد (الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا)، ورغم حالة الانقسام الواضحة للعيان عن التفاوض، والموقف الذي أبدته بعض المكونات حول توصيف دور الآلية الثلاثية صاحبة المبادرة، إلا أن جهات أخرى تعول على الحوار باعتباره المخرج المتاح من حالة الانغلاق التي تعيشها البلاد، ما انعكس على كل نواحي الحياة بل شل عجلة مؤسسات الدولة الخدمية وجعلها عاجزة عن الاطلاع بمهامها في ظل فراغ دستوري استمر سبعة أشهر.

فرصة أخيرة

ويصف الخبير السياسي د. الرشيد محمد إبراهيم في حديث لـ«البيان» الحوار الذي تقوم بتيسيره الآلية الثلاثية بحوار الفرصة الأخيرة باعتبار أن الصبر قد بلغ مداه في الشارع السوداني، على الرغم من أن إبراهيم لفت إلى مؤشرات تدل على تراجع فرص نجاح هذا الحوار، ولا سيما الخلاف الذي نشأ حول استخدام البعثة أصلاً التي جاءت بخطاب من رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك، وتحفظات المكون العسكري عليها وآخرها حديث الفريق عبدالفتاح البرهان وتلويحه بطرد البعثة، ما يجعل من فرص نجاح المبادرة ضعيفة.

فرضيات وتساؤلات

غير أن إبراهيم أشار إلى فرضيات أخرى بإمكانية نجاح حوار الآلية الثلاثية، ومن بينها توافق الجميع حول ضرورة تكوين حكومة انتقالية مدنية، ولكن كيف ومتى؟ هذا ستجاوب عليه نتائج الحوار غير المباشر الذي تقوده الآلية، وإن تم ذلك يمكن أن يحدث اختراقاً في حالة الانسداد الماثلة، كما أن الفترة الانتقالية الآن قاربت على الانتهاء، وهناك ضغط متواصل من الشارع، كل ذلك إن وضع في حسابات القوى السياسية يمكن الوصول إلى نجاحات.

وحول الانقسام الذي تشهده الساحة السودانية أكد د. الرشيد محمد إبراهيم أن حالة الانقسام من شأنها إضعاف فرص نجاح الآلية في التوصل إلى حلول، وذلك بحكم أن الأجسام المتحفظة على الحوار الآن مثل لجان المقاومة تمثل فاعلاً أساسياً في الشارع، ولكنه لفت إلى أن السؤال الأخطر الذي يطرح نفسه في حالة فشل هذه الآلية ما البديل؟

متطلبات النجاح

بدوره يؤكد أستاذ العلوم السياسية د. محمد خليفة الصديق، في تصريح لـ«البيان»، أن أهم متطلبات نجاح الحوار السوداني تتمثل في الاتفاق على الحد الأدنى، ولفت إلى أن غياب الاتفاق حول الحد الأدنى يجعل جميع الأطراف ترفع سقوفها، وأشار إلى أن كل الأطراف متمسكة بمواقفها من دون تنازل، ونوه إلى أن قوى الحرية والتغيير متمسكة بالعودة إلى ما قبل 25 أكتوبر، وهذا في حكم المستحيل حسب الصديق، الذي يعد أن العسكريين لو كانوا يريدون الرجوع إلى ما قبل ذلك التاريخ لما اتخذوا قراراتهم تلك، ما يتطلب من تلك القوى تقديم تنازلات.

Email