اشتباكات في الغرب الليبي تنذر بعودة الفوضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد التوتر الأمني ليلقي بظلاله على غربي ليبيا، حيث شهدت ضاحية جنزور، غربي العاصمة طرابلس، اشتباكات طاحنة بين ميليشيا تابعة لوزارة الداخلية وأخرى لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، استعملت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وقالت مصادر لـ«البيان» إن المعارك تواصلت من مساء السبت وحتى صباح الأحد، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وأضافت إن الاشتباكات اندلعت بعد الإعلان عن مقتل وليد القط، القيادي في ميليشيا 55 مشاة، وذلك إثر اختطافه من قبل عناصر تابعة لميليشيا الردع الخاصة، وما راج من أخبار عن تعرضه للتصفية الجسدية.

وأوضحت المصادر أن المعارك انطلقت في إطار قبلي بين أطراف أغلبها مطلوب للقضاء ولمكتب النائب العام، لتتسع لاحقاً إلى مواجهات بين ميليشيات مختلفة الانتماءات والمرجعيات، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وقطع حركة المرور وفي بث حالة من الرعب بين السكان وتعليق الدراسة وإغلاق المحال في مناطق الاشتباكات.

ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان حكومة الوحدة الوطنية إلى العمل على تكثيف جهودها لتهدئة النزاع المسلح، واستعادة الأمن في المنطقة وحماية المدنيين وأملاكهم. وأعربت في بيان، عن قلقها من اندلاع الاشتباكات، مؤكدة أن استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بشكل عشوائي، أدى إلى أضرار جسيمة بمحطة كهرباء غربي طرابلس وأملاك السكان.

هشاشة أمنية

وأبدت المنظمة خشيتها من اغتنام الجماعات الإرهابية هشاشة النظام الأمني لتنفيذ أعمال إرهابية تربك المشهد وتعمق الأزمة، مشيرة إلى أن تجدد الاشتباكات في المنطقة المحصورة بين مدينتي طرابلس والزاوية بشكل متكرر في هذه السنة، يُنذر بتقويض ما تبقى من سلم أهلي هش جداً في المنطقة، وبما يعرض أملاك وأرواح الناس للخطر.

ويرى مراقبون أن الأسابيع والأيام الماضية شهدت عودة واضحة للمواجهات المسلحة إلى صدارة المشهد في طرابلس وبعض المدن المجاورة ومنها الزاوية وصبراتة وبني وليد، وهو ما يشير إلى استمرار الخطر الذي تمثله الميليشيات، بمن فيها تلك التي تحظى بغطاء حكومي، على السلم الأهلي والحل السياسي.

وعدّ مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني اللواء خالد المحجوب، أن الميليشيات السابقة لا تزال تمثل حجر عثرة في طريق استعادة الدولة سيادتها وسلطتها الكاملة، وكذلك أمام أي محاولة لتحقيق الحل السياسي والمصالحة الوطنية وبسط نفوذ الدولة بعد توحيد كامل مؤسساتها، مشيراً إلى أن الصراع القائم في غربي البلاد بين الجماعات المسلحة يعود إلى التنافس على الغنائم والمصالح والنفوذ الميداني ويكشف عن طبيعة الخلافات بين أمراء الحرب.

وحذرت أوساط ليبية من مخطط للانزلاق بالعاصمة والمناطق المحيطة بها إلى مرحلة جديدة من الصراع الدموي لأهداف سياسية، ومن بينها الاستمرار في تأجيل المسار الانتخابي، والدفع نحو تكريس حالة الانقسام بما يخدم مشاريع جماعات الإسلام السياسي والقوى الانعزالية وشبكات الفساد.

Email