تقارير «البيان»: الإدانة الأممية للسلطة اللبنانية تخيم على الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط اقتحام الانتخابات كلّ الأحداث والعناوين في لبنان، مع اقتراب استحقاقها الختامي يوم الأحد المقبل، استرعى المراقبين التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، والذي لم يضِف جديداً على توصيف الأزمة اللبنانية، ولم يزدْ اللبنانيين قناعةً بمسؤولية السلطة عن إفقارهم ونهب مقدّراتهم والإستيلاء على مدّخراتهم وجني أعمارهم، وإيصالهم إلى الدرك الأسفل، اقتصادياً ومالياً ومعيشياً واستشفائياً. أمّا أهميّته، فتمثلت بكونه جاء بما اختزنه من مضامين واقعية، في معرض تشخيصه مكمن الداء اللبناني، ليشكّل إدانة أمميّة صريحة للسلطة الحاكمة في البلد، بجرم قهر اللبنانيين وإفقارهم عن سابق إصرار وترصّد، مع التأكيد في خلاصة هذا الحكم الوجاهي ضدّ أركان السلطة على وجوب أن يغيّر لبنان مساره، لكي يستطيع الخروج عن سكّة الانهيار.

وتزامناً مع انطلاق المرحلة الأولى من العملية الانتخابية على الأراضي اللبنانية، أمس، من خلال اقتراع نحو 7500 ناخب من الموظفين المولجين بإدارة وإجراء العملية الانتخابية في مختلف الدوائر الـ15 يوم الأحد المقبل، كان تشديد الأمم المتحدة، في تقريرها، على ضرورة أن يقدّم المجتمع الدولي الدعم للبنان، لكنّها، في الوقت عينه، رهنت تقديم هذا الدعم بشرط اعتماد إصلاحات هيكليّة من قبل الحكومة اللبنانية، تضع حداً لعملية التفقير المنهجيّة الممارسة بحق الشعب اللبناني، منبّهةً إلى أنّ الدعم لن يكون له أي أثر من دون تنفيذ هكذا إصلاحات في لبنان.

وبين تصاعد الصفير والنفير الانتخابي والسجالات الحادّة، فإنّ هذا الحدث المتمادي لم يحمل أيّ معطى جديد سوى الاستمرار في شدّ العصب الانتخابي. أمّا على المقلب الآخر من الصورة الانتخابية، فملفّات بدأت تتحوّل إلى قضايا (الرشاوى، الابتزاز، الانسحابات، الضغوطات)، فيما البرامج والخطابات ليست سوى عدّة الشغل المعهودة والتي لا تحمل أيّ جديد.

أجواء ومؤشرات

وفيما الكلمة الأولى والأخيرة هي للانتخابات المرتقبة، التي انخرط فيها جميع الأفرقاء السياسيّون إلى النهاية، فإنّ الأجواء حتى الآن لا تزال مضبوطة، مع وجود مؤشرات لا توحي بالارتياح تظهر بين فترة وأخرى. وعليه، فإنّ ثمّة خشية من دخول البلد في بازار مفتوح على كلّ التشنّجات، وتحت عناوين وشعارات لزوم المعركة الانتخابية، والتي تؤشّر كلّ الوقائع المرتبطة بها إلى أنّها ستكون الأكثر احتداماً من كلّ الاستحقاقات الانتخابية السابقة، فيما بدا واضحاً أنّ كلّ الأزمات والملفات المتصلة بالواقع الداخلي وانهياراته وكوارثه باتت عرضة للتوظيف السياسي والانتخابي، بما يطلق العنان للسيناريوهات والتقديرات الاستباقية لنتائج هذه الانتخابات.

تحديان

وفيما يزداد الأفق المحلي غموضاً إزاء ما ستفرزه الانتخابات وما سيكون عليه الوضع بعد 15 من الجاري، فإنّ الميدان يبدو مجال العمل المفتوح أمام كلّ المعنيّين بهذا الاستحقاق، وفيه يبرز تحديان: الأول، على الماكينات الانتخابية، في إثبات قدرتها في الأمتار الأخيرة الفاصلة عن «أحد الانتخابات» على التواصل المباشر مع الناخبين، وجذبهم إلى صناديق الاقتراع. أمّا الثاني، ولعلّه التحدّي الأكثر دقّة ومسؤولية، هو الذي يقع على عاتق القوى العسكرية والأمنية لحماية العمليات الانتخابية، وإحباط أيّ محاولة، أياً كان مصدرها، لنصب كمين لهذه الانتخابات، وجعل المربّع الأخير «مربّع المفاجآت» وفرصة للطعن في ظهر الاستحقاق وحرف القطار الانتخابي عن مساره.

Email