لبنان يُنجز اقتراع الخارج ويقترب من «اليوم الكبير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة انتهاء اقتراع اللبنانيين في الخارج بمرحلتيه الأولى والثانية والذي شمل نحو 58 دولة باصطفاف الناخبين في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، تأكيداً على اعتزامهم إحداث التغيير عبر الصناديق، اتجهت الأنظار مجدّداً إلى الداخل إذ سيكون لبنان على موعد مع «اليوم الكبير» الأحد المقبل، في ظل الرهان على أن تشكّل الانتخابات النيابية انطلاقة جديدة للدولة المتعثرة منذ سنوات.

وفي ضوء المؤشرات والاتجاهات التي أودعت صناديق الاقتراع في سائر بلدان الاغتراب والتي أشارت لغلبة اتجاهات المعارضة والتغيير في المزاج العام للمغتربين، يترقب اللبنانيون محطة الفصل والحسْم الانتخابية على مستوى الدوائر الـ 15 في لبنان الأحد المقبل، على أن تسبقها غداً الخميس المرحلة الثالثة باقتراع موظّفي رئاسة وإدارة الاستحقاق. وثمّة إجماع على أنّ الانتخابات النيابية انتهت كاستحقاق تصدر كل الأولويات منذ 6 أشهر على الأقل، فيما من الصعب الحديث عن مرحلة ما بعد 15 مايو قبل معرفة نتائجها وما ستفرزه من توازنات.

ووفق مصادر مطلعة لـ«البيان»، فإنّ الخطابات المرتفعة السقوف والتي شكّلت مادة انتخابية أساسية، ستخلي مكانها لقراءات هادئة تتعلّق بحسابات إعادة إنتاج السلطة، وتفتح الباب أمام أولوية المعالجات على أي اعتبار آخر.

توازنات

وفي انتظار استحقاق «أم المعارك الانتخابية» على رفع نسبة الاقتراع لرفع الحواصل وعلى الصوت التفضيلي، ما سيرسم صورة البرلمان الجديد للسنوات الأربع المقبلة، بدأ الحديث عن ثلاثة جوانب أساسية مرتبطة بتاريخ 15 مايو، بدءاً من التوازنات التي ستفرزها الانتخابات النيابية على مستوييْن: لِمن ستؤول الأكثرية النيابية التي يتوقّف عليها إعادة إنتاج السلطة من جهة، ومدى قدرة الأكثرية الحالية في الحفاظ على أكثريتها بعد ثورة 17 أكتوبر 2019 التي نجحت بفرض إيقاعها، وانهيار مالي غير مسبوق من جهة أخرى، مروراً بالجانب الثاني المتعلّق بالسرعة في انتخاب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس، تمهيداً للاستشارات النيابية الملزِمة من أجل تكليف رئيس حكومة ومدى قدرته على تأليف حكومة قبل 31 أغسطس تاريخ دخول مجلس النواب في انعقاد دائم لانتخاب رئيس للجمهورية.

سيناريوهات

ويأتي ذلك في ظل عدة سيناريوهات تبدأ من عدم القدرة على تشكيل حكومة خلال هذه الفترة، ربطاً بالتعقيدات التي ستؤخّر تشكيلها، لاسيّما أنّها ستكون حكومة نهاية العهد، ما يعني إدارة حكومة رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، للفراغ من مربّع تصريف الأعمال، ولا تنتهي بتشكيل حكومة تستطيع تحمّل إدارة الفراغ الرئاسي، فضلاً عن كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع مرحلة ما بعد الانتخابات.

ويرى مراقبون، أنّ من المبكّر توقّع ما سيكون عليه واقع الحال رئاسياً ونيابياً وحكومياً، في انتظار انتهاء الانتخابات النيابية وما ستقرّره صناديق الاقتراع من توجّهات للمرحلة المقبلة. تجدر الإشارة إلى أنّ حكومة رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، على موعد مع جلستيْن أخيرتيْن في 12 و19 مايو الجاري، قبل أن تدخل مرحلة تصريف الأعمال مع انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي ليل 21 مايو.

Email