لبنان.. انتهاء انتخابات المغتربين

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات اللبنانيّة في الخارج، والتي شملت 10 دول الجمعة، وشكّلت نوعاً من الاختبار الميداني الخارجي لجهوزيّة الدولة اللبنانية للانتخابات في الداخل، اتجهت الأنظار إلى المرحلة الثانية، الأحد، 48 دولة، على أن تليها المرحلة الثالثة في 12 من الجاري باقتراع الموظّفين، وصولاً إلى محطة الفصل والحسْم، في 15 من الجاري على مستوى الدوائر الــ 15 في لبنان. وما بين مضامين اقتراع المغتربين، في تجربة هي الثانية من نوعها بعد دورة الـ 2018، كلام عن أنّ أجنحة الاغتراب شهدت حماسة غير مسبوقة للاقتراع، فيما الداخل الرسمي «مرتاح» لسيْر الأمور في الخارج، كما كلامٌ عن انتخابات نوعيّة، من حيث الاتجاه للتغيير وإزالة أسباب الهجرة.

وكانت المرحلة الثانية الأخيرة من الانتخابات النيابية، مخصّصة للمغتربين اللبنانيّين في 48 دولة، تعتمد الأحد إجازة أسبوعيّة، وكانت بمثابة «بروفا» إضافيّة لاقتراع الداخل في 15 من الجاري. وما بين مضامين هذه الوقائع، كلامٌ عن أنّ المعارك الانتخابيّة التي شهدتها دول الاغتراب، هي امتدادٌ لمعارك الداخل، مع الإشارة إلى طغيان القضايا المعيشيّة والخدماتيّة على ملفّات الداخل، فيما تبدّلت الأولويّات بالنسبة إلى «لبنان المغترِب»، ومفادها: هل سيكون ما بعد 15 مايو غير ما قبله؟ وهل سيعود لبنان يوماً لنعود إليه؟.. أسئلة موجعة طرحها المغتربون.

وتعدّدت القراءات لاستشراف المراحل اللاحقة، بعدما قدّمت مجموعة الصناديق التي أقفلت، الجمعة والأحد، صورة عن مشهديّة لن تخلو نتائجها من المفاجآت، وفق ما يتردّد، وخصوصاً أنّ تجربة اقتراع المغتربين في الخارج، في نسختها الثانية، بعد دورة 2018، اكتسبت دلالات بارزة، بدأت بالحجم الكبير للذين سجّلوا للإدلاء بأصواتهم، مقارنةً بالدورة السابقة، ولم تنتهِ بالواقع المتحرّر للناخبين المغتربين، الذي جعلهم أقرب إلى ترجمة الاتجاهات التغييرية والمعارِضة للسلطة في صناديق الاقتراع، ذلك أنّ الأصوات الاغترابية، وبحسب تأكيد مصادر سياسية معارِضة، لـ «البيان»، لا بدّ أن تبدّل معادلة الداخل.

ويتوقع مراقبون «معركة قاسية» في الداخل، رغم تعدّد اللوائح، مع خشية من دخول البلد في بازار مفتوح على التشنّجات في إطار المعركة الانتخابية، فيما يبدو واضحاً أنّ كلّ الأزمات والملفات المتصلة بالواقع الداخلي وانهياراته، باتت عرضة للتوظيف السياسي والانتخابي، بما يطلق العنان لسيناريوهات استباقية لنتائج الانتخابات، مع ما يعنيه الأمر من كوْن صندوق الاقتراع يبدو الحدث والبوصلة في آن، إذْ للمرّة الأولى في تاريخ لبنان، ربّما، لا تتعلّق الانتخابات بمفاهيم الربح والخسارة، وإنّما بمستقبل البلد.

Email