انتخابات لبنان أصوات المغتربين تكسر الهلع الداخلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات اللبنانية في بلاد الانتشار، التي شملت 10 دول عطلتها الرسمية الجمعة، تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية المقررة اليوم في 48 من دول العالم. وما بين مضامين هذه المحطات، كلام عن أنّ أجنحة الاغتراب شهدت، وتشهد، حماسة غير مسبوقة للاقتراع، كسرت الهلع الداخلي من فشل الانتخابات.

إذ إن الداخل الرسمي «مرتاح» لسيْر الأمور في الخارج، الأمر الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بقوله: «الله يتمّم على خير .. ونبشّر اللبنانيّين في الداخل ببرلمان جديد يمكن أن يُحدث التغيير المرتقب».

تعويل

وفي انتظار المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات النيابية المخصّصة للمغتربين اللبنانيّين في بلدان انتشارهم، اليوم، في تجربة هي الثانية من نوعها بعد دورة الـ2018، مع ما يعنيه الأمر من كوْنها ستكون بمثابة «بروفة» إضافيّة لاقتراع المقيمين الذين سيقترعون في 15 من الجاري، فإنّ ثمّة تعويلاً على أن تمرّ الانتخابات في سلام ونجاح، ليدخل البلد مرحلة استحقاقات أخرى، بدأت المخاوف من دخوله في فراغ في حال عدم إنجازها في مواعيدها، سواء على مستوى تأليف حكومة ما بعد الانتخابات أو على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في الخريف المقبل.

وقائع.. وترقّب

وعلى خلفيّة العبور بالاستحقاق الانتخابي الأوّل، حيث ثبت بالوجه الاغترابي أنّ الاستحقاق النيابي حاصل في مواعيده، تعدّدت القراءات لاستشراف المراحل اللاحقة، بعدما قدّمت مجموعة الصناديق التي أقفلت، أول من أمس، صورة عن مشهديّة لا تحمل أيّ مفاجأة، مع ما يعنيه الأمر من ضرورة انتظار النهار الحافل اليوم، ذلك أنّ المدعوّين إلى الانتخاب في 47 دولة أوروبيّة وأمريكيّة وأفريقيّة، إلى جانب دولة الإمارات التي سُجّل فيها أكبر عدد من الناخبين قارب الـ25 ألف ناخب، سيقدّمون معايير جديدة لم تختبرها الساحة الانتخابية بعد، وفق ما تردّد من معلومات، وهو ما سيقود إلى قراءة جديدة ابتداءً من إقفال الصناديق فيها.

علماً أنّ هذه التجربة، الثانية من نوعها، تكتسب دلالات وأبعاداً بارزة، تبدأ بالحجم الكبير للمغتربين الذين تسجّلوا للإدلاء بأصواتهم، مقارنة بالدورة السابقة عام 2018، في سائر أنحاء الانتشار اللبناني، والذين فاق عددهم 220 ألف لبناني، ولا تنتهي بالواقع المتحرّر للناخبين المغتربين، الذي يجعلهم أقرب إلى ترجمة الاتجاهات التغييرية والمعارِضة للسلطة في صناديق الاقتراع. وبذلك، ستنشدّ الأنظار اليوم مجدّداً إلى الكثير من الدول المعروفة بأنّها تضمّ أكثر من سواها مجموعات معروفة الاتجاهات، بحيث تعكس نسبة المشاركة السيناريوهات المرتقبة لتأثيرها على نتائج الانتخابات في الوطن الأمّ في 15 من الجاري.

شفافية

ومعلومٌ أنّ صناديق الاقتراع للمغتربين في كلّ البلدان تُنقل بعد الانتخابات في المغتربات إلى بيروت، بحيث تودع في مصرف لبنان في انتظار إجراء الانتخابات فيه، ثم تُنقل مساء يوم الانتخابات إلى مراكز الفرْز تبعاً لتوزّعها على الدوائر الانتخابية. أمّا على المقلب الآخر من الصورة، داخلياً، فصمتٌ انتخابي مطبق، وكلامٌ عن أنّ نزاهة الانتخابات لا تتعلّق فقط بالتجهيزات التقنية واللوجستية، فالمهم هو ضمان شفافية العملية الانتخابية من لحظة تسجيل المنتشرين وتوزيعهم على مراكز الاقتراع، مروراً بإسقاط الورقة في الصندوق، وانتهاءً بوصول الصناديق إلى لبنان وفرزها وإعلان النتائج.

Email