أطفال الزعتري في العيد.. أمنيات بسيطة وطموحات كبيرة
ينتظر أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين يوم العيد بشوق كبير، فهم عطشى إلى الفرح ينظرون له بأنه حدث غير عادي، ورغم ظروف العائلات الصعبة فهم قادرون على تجاوزها ورسم البهجة على وجوه أطفالهم، الأطفال في العيد يتأملون الفرح لإطالته أكبر قدر ممكن من الأيام، أمنيات بسيطة جداً، ولكنها تسيطر على عقولهم وتأخذ حيزاً كبيراً في قلوبهم.
يقضي أطفال المخيم أيام العيد ما بين الزيارات العائلية واللعب في الأراجيح المتوفرة لهم، يتراكضون في المساحات المتاحة لهم ناشرين معهم طاقة السعادة، تتأرجح أحلامهم ما بين شراء الألعاب والملابس الجميلة وأخرى تتجسد في الخروج من المخيم والعيش في منزل وسط الأحياء العادية بعيداً عن بيئة المخيم.
الطفلة وسام علي ذات 11 عاماً، تضع أوجاعها والأمراض المصابة بها جانباً وتطارد حلمها في أن تصبح لاعبة عالمية في كرة القدم، وسام المصابة في شريانها التاجي وخلل في النمو، لم تنظر لنفسها من هذا المشهد وتجلس في المنزل وإنما دفعت بحلمها إلى الملعب وبدأت منذ سنوات تلاحق كرة القدم.
تقول وسام «لدي أمنيات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأتمنى أن تتحقق في العيد، دوماً تسيطر علي فكرة أنني لاعبة كرة قدم مشهورة أخوض البطولات وأحصل على أهم الجوائز، ووالدي ساعدني في تخطي الخوف وخاصة أنه مدرب رياضة، والآن أشارك في فرق الرياضة وأتدرب يومياً بإشراف المدربات لتأهيل مهاراتي للمراحل المقبلة».
حلم وسام أن تلعب في الفرق المخصصة لعمرها خارج المخيم، وألا تبقى أحلامها محصورة داخل المخيم، فالطموح والأمل أكبر بكثير من الخيارات المحيطة بها، أيضاً أختها تعد لاعبة مميزة ولديها مشاركات ملفتة في بطولات الزعتري، وهذا يعزز لدى وسام رغبتها ويدفعها بالاستمرار في التدرب لعل اليوم يأتي وتكون هذه العائلة قادرة على تشكيل فريق خاص بها.
أما الطفل همام البيدر الذي يبلغ عشر سنوات فيتمنى أن يكون عيد الفطر للعام 1444هجرية مع جده وجدته في محافظة درعا في سوريا وأن يعودوا إلى أرضهم ومنزلهم الجميل المحاط بالأشجار، فهمام مشتاق إلى أجواء العائلة وإلى جلستهم والعيش معهم، ورغم أن له أقارب داخل المخيم ولكن اشتياقه لجدته كبير جداً.
حلم همام هو حلم كل طفل سوري يعيش خارج دياره، فحلمه ينبض في قلوب الأطفال وعائلاتهم، يقول همام «حلمي أن أعود لوطني وأن أدرس في مدارس درعا، ومستقبلاً في جامعاتها تخصص هندسة حاسوب، وأنا وعائلتي مشتاقون لهذا اليوم الذي يتحقق به هذا الحلم، ودوماً أتخيل هذا اليوم وأفكر به أنا وإخوتي الثمانية».