فلسطين.. ترقّب لموقع من الإعراب في العالم الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن نشبت الحرب الروسية الأوكرانية، شهد العالم حراكات دولية واسعة النطاق، تراوحت ما بين الإدانة لروسيا وفرض العقوبات عليها، أو الوقوف إلى جانبها في الدفاع عن «أمنها القومي» من وجهة نظرها، فيما قامت دول عدّة بدور الوساطة لإنهاء هذه الأزمة.

وفيما بدأت كافة دول العالم تنتظر «العالم الجديد» الذي بدأ يتبلور، وتوقع مراقبون أن ينهي هيمنة القطب الواحد على العالم ممثلاً بالقطب الأمريكي، ومعه كل الدول الأوروبية الدائرة في فلكه، مشيرين إلى أن تغييرات كثيرة ستحدث على مختلف الأصعدة، وخصوصاً السياسية والاقتصادية والعسكرية، مرجّحين في الوقت ذاته أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التحالفات والاستقطابات، والإقبال على عالم متعدد الأقطاب، وهذا ما دفع الولايات المتحدة وحلفائها للوقوف إلى جانب أوكرانيا، ضمن مساعيها الرامية إلى الاستمرار في تحكّمها في العالم، ضمن أحادية القطب، الذي حظيت به منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثة عقود.

ورغم أن الفلسطينيين لم يعلنوا أي موقف حيال الأزمة الأوكرانية، حِفظاً لتأييد قضيتهم، إلا أنهم كغيرهم باتوا يتطلعون كي يكون لهم موقع في العالم والنظام الدولي الجديد، من خلال حل عادل لقضيتهم، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً للرؤية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإن تطلّب هذا قبل كل شيء اتفاق الفلسطينيين أنفسهم على برنامج سياسي مشترك، وتوحيد صفهم الوطني.

ووفقاً للمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، فالشيء المؤكّد، بصرف النظر عن النتائج التفصيلية للحرب الدائرة على الأرض الأوكرانية، أن ثمّة نظاماً عالمياً جديداً هو الآن في طور التبلور والتطور، وبخطوات متسارعة، مبيناً أن النظام المُقبل علينا سيعيد ترتيب نفسه وفق محدّدات جديدة، لم تكن ظروفها الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية والأمنية متوفرة في صلب النظام العالمي الذي أعقب الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولا حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لافتاً إلى أن عودة العالم عن سياسة الارتهان للقطب الواحد، ستعزز من الموقف الفلسطيني.

ويرى خبراء ومحللون أن المطلوب من الجانب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، قراءة المتغيرات الجارية بالشكل الأمثل، والعمل دون كلل على تجسيد وحدة سياسية وجغرافية على الأرض، وتوحيد الجهود كي يكون لفلسطين موطئ قدم في هذا العالم، مشيرين إلى أن قوة الموقف الفلسطيني تكمن في وحدته الوطنية، مرجّحين أن يخطو العالم على قضايا مفصلية، يصطف في مقدمتها إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجنيب المنطقة الحروب الطاحنة وإسالة الدماء.

Email