رمضان في فلسطين.. عادات قديمة تنهض من جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هلّ رمضان، شهر الصيام والعبادة والطاعة.. وجاء شهر الخير والبركات بطقوسه وعاداته الكاملة، وبنكهته الخاصة، ترافقه البهجة، ويسبقه الإعداد والاستعداد، بشراء مستلزماته المعهودة.

الفوانيس الرمضانية المزركشة، والمصابيح وحبال الزينة والأهلّة، ترفع منسوب البهجة بحلوله، والطايف «تحلاية» يذكر بها رمضان، الطقوس هي نفسها، والنكهة ذاتها، فشهر رمضان الكريم في فلسطين، هو شهر الرحمة، وفيه يزداد الالتفات إلى المحتاجين، ولرمضان في نفوس الأطفال طعم خاص، حين يعيشون عاداته التي تكسر روتين الشهور، في السحور والتقاليد الخاصة، وصلاة التراويح.

ويحمل شهر رمضان معه نفحات الرحمة والتعاون، ويبعث على السكينة في قلوب الجميع، وفيه فرصة مثالية لتعزيز قيم وأواصر المحبة والتلاحم بين مختلف العائلات، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يجتهد الفلسطينيون في إحياء بعض العادات الجميلة، كتبادل الأطباق بين الأصدقاء والجيران.

يحرص الفلسطينيون على عمارة المساجد خلال شهر رمضان، فترى الصغار والكبار يقبلون على أداء الفرائض في المساجد، خصوصاً صلاتي الفجر والتراويح، كما يقبلون على حلقات العلم وتلاوة القرآن الكريم، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك أيام الجمعة وليلة القدر.

وفيما خفتت أجواء الشهر الفضيل خلال العامين الأخيرين، بفعل جائحة «كورونا»، حل رمضان هذا العام مختلفاً، فيقبض الفلسطينيون على شيء من الفرح لهم ولصغارهم، مع شعور بالقدرة على ترويض المتغيرات التي فرضتها الجائحة، ويظهر هذا من خلال الإصرار على إحياء العادات والتقاليد الرمضانية.

في مختلف المدن والقرى الفلسطينية، يبحث الأهالي عن حياة عادية، من خلال التقليد المتوارث في استقبال الشهر الفضيل، بتزيين المنازل والمساجد والشوارع والأزقة والميادين الرئيسية، ومنح فرصة أكبر للترابط الأسري، والأجواء الروحانية، فبدت فلسطين بكرنفال مدجج بالزينة والمصابيح والفوانيس، التي أخذت تتلألأ بالأضواء، في أجمل ترحاب بهذا الزائر الكريم.

في المدن الفلسطينية الكبرى، كالقدس والخليل ونابلس ورام الله، وفي فترة الغروب، يشدك منظر الأطفال وهم يحملون أطباق الأرز والخضار واللحم، التي يتلقونها من تكايا الخير، وهي عادات متوارثة عن الآباء والأجداد، في شهر رمضان المبارك.

Email