تقارير «البيان»

السودان..غيبوبة سياسية بانتظار مبادرات الإنعاش

ت + ت - الحجم الطبيعي

مبادرات كثيرة داخلية وخارجية طرحت أمام منضدة الفرقاء في السودان، جميعها تهدف إلى الخروج من نفق الأزمة التي تعيشها البلاد لفترة، ورغم أن بعض تلك المبادرات وجدت حظها من البحث، إلا أنها لم تخط خطوات نحو الأمام، فالأزمة لا تزال تراوح مكانها، فيما ظلت القوى السياسية الفاعلة مترددة، في الجلوس والتفاوض من جديد قبل ردم فجوة الثقة بينها والمكون العسكري الذي يسيطر على السلطة بشكل كامل منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

وبقدر حالة الاحتقان في الشارع السوداني بسبب توقف مسيرة الفترة الانتقالية ومحاولات قطع الطريق أمام تحقيق أهداف الثورة التي سقط في سبيلها المئات، تظل المساعي متواصلة لانتشال البلاد وإيجاد مخرج يجنبها المصير المجهول، إذ تنشط آلية ثلاثية تضم (بعثة يونياميس، الاتحاد الأفريقي، إيغاد) من أجل تسهيل عملية الحوار بين السودانيين، هذا بجانب المبادرات التي طرحت من قبل قوى ومكونات داخلية أبرزها مبادرة الجبهة الثورية ومبادرة زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني.

تكليف لجنة

كما أن مجلس السيادة كلف لجنة بقيادة عضو المجلس وقائد الحركة الشعبية الموقعة على السلام مالك عقار بالعمل على قيادة الوفاق والحوار السياسي وفق مواقيت وبرامج محددة لبلوغ الغايات المطلوبة من الحوار، وقالت الناطقة باسم مجلس السيادة سلمى عبدالجبار في تصريح صحفي عقب اجتماع للمجلس أمس، إنه تم التداول حول المساعي الجارية بشأن الوفاق والتراضي السياسي بين كافة المكونات الوطنية، لمعالجة انسداد الأفق السياسي، وضياع الوقت، الأمر الذي خلف واقعاً مترهلاً تعددت فيه المبادرات دون حصاد ثمارها في التوصل إلى دولة ديمقراطية مستقرة تلبي آمال السودانيين وتنهض بالوطن حد قولها.

سيولة

ووصف الأستاذ بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة صديق في حديث لـ«البيان» ما يشهده السودان خلال هذه الفترة بـ«الغيبوبة السياسية»، وأكد أن الوضع الماثل الآن بحاجة إلى جهة ما لتحكمه، خاصة وأن هناك حالة من السيولة تجعل الجميع يريد أن يطرح فكرة للحل، ولكن دون تنسيق مع الآخرين، فما لم تتوحد كل الأفكار والمبادرات المطروحة حالياً وتدمج حول رؤية واحدة، ستتضرر بالبلاد كثيراً من ذلك، لا سيما وأن هناك انعكاسات سالبة لذلك تتمثل في التدهور الاقتصادي والغليان الشعبي، بجانب استمرار الفراغ الدستوري الذي أثر على جميع المؤسسات، وتجسد ذلك في غياب هيبة الدولة وما ترتب على ذلك من تفلتات أمنية وصلت حتى العاصمة الخرطوم.

ضبط الإيقاع

وأضاف صديق: «المشهد السياسي السوداني بحاجة عاجلة إلى جهة قوية تعيد ضبط إيقاعه، ومن المهم أن يكون هناك تحرك من الجهة الأقوى في البلاد، سواء كانت مجلس السيادة أو المؤسسة العسكرية لملء الفراغ الدستوري والعمل على خلق آلية للتنسيق بين كل المبادرات المطروحة حتى يسهل التعامل معها برؤية واضحة».

Email